هالني ما ذكرته وزارة الصحة في أحد تقاريرها بأنها خلال أربع سنوات أوقفت عبر برنامج (فحص ما قبل الزواج) أكثر من مائتين وسبعين زيجة في جميع مناطق المملكة ورفضت منحهم شهادات الزواج الصحي بسبب إصابة أحد طرفيها بمرض الإيدز! حيث يُوقف سنوياً ما يُقارب ستين حالة زواج!

وعبر الإحصائية التي سجلتها الوزارة تبيَّن وجود 272 حالة مصابة بالإيدز منذ عام 1429هـ وحتى عام 1432هـ، منها 59 حالة في منطقة الرياض تليها محافظة جدة بـ57 حالة، ثم مكة المكرمة بـ36حالة، ومنطقة عسير بـ35 حالة، و16حالة بالمنطقة الشرقية، و12حالة في محافظة الطائف و10حالات بالقنفذة، و9حالات بمنطقة جازان، و8 حالات بالمدينة المنورة، وكذلك 8 حالات ببيشة، و7 حالات بالباحة، و3 حالات بالقصيم، ومثلها في حائل، وحالتان في كل من الأحساء ونجران والجوف، وحالة واحدة في كل من حفر الباطن وتبوك والحدود الشمالية.

ما يثير الدهشة أن معظم الشباب لا يكتشفون إصابتهم بالفيروس إلا بعد الفحص مما يجعلهم يقلعون عن فكرة الزواج وينهون الخطبة بأعذار واهية، ويبدؤون ببرنامج العلاج.. ويحسن بجميع الشباب الفحص المبكر قبل التفكير بالزواج سواء لمرض نقص المناعة أو غيره من الأمراض المعدية ولا سيما أن الوزارة تُبادر بتحويلهم إلى العيادات المتخصصة وتُقدم المساعدة الطبية لهم.

ولعلها فرصة مناسبة للإشادة بهذا البرنامج الريادي الذي يهدف للوقاية من توارث الأمراض الخطيرة من خلال التشخيص ومنع الزيجات غير المتوافقة، وما يُساهم به فحص ما قبل الزواج في الكشف عن الأمراض المعدية والخطيرة التي قد يترتب عليها الضرر بنقلها لأبرياء سواء الزوجة أو الأبناء مما يعكر حياة الأسر ويشتتها.

وهذا البرنامج أُقر عام 2004م ويُعد من البرامج الوقائية ذات السمة الوطنية من الدرجة الأولى، وهو يعكس رعاية الحكومة لشعبها بهدف إنجاب أطفال أسوياء بقدرة الله وتنشئة جيل سليم ومعافى صحياً ليتمكن من أداء دوره الإنساني والوطني ويتحمّل المسؤولية.

وتُعد المملكة من الدول القلائل التي تُقدم فحوصات ما قبل الزواج مجاناً لمواطنيها دون تحميلهم أية أعباء مادية، كما أنها تُعتبر الأولى التي تلزم بفحوصات ما قبل الزواج عن الأمراض الجنسية.

وما لم تطرح الوزارة له بالاً هو فحص تعاطي المخدرات والمسكرات وهو من الأهمية بمكان، حيث يشكّل محوراً في استقرار الحياة الزوجية، إذا علمنا أن كثيراً من السيدات واجهن عنفاً بسبب تعاطي أزواجهن للمخدرات أو الخمور، ولا ينكر إلا جاهل تشتت الأسر بسبب تلك الآفة التي حطمت قلوباً وقتلت نفوساً وأراقت دماء.. وجدير بالوزارة التأكيد على هذا النوع من الفحوصات.. كما أن الأمراض النفسية المزمنة تحدث شرخاً في البيوت وقلَّ من ينجو منها، لذا يحسن عرض الشباب قبل زواجهم على طبيب نفسي لتشخيص حالتهم النفسية ومدى استعدادهم لتكوين حياة أسرية ناجحة.

مع الدعاء بالتوفيق والاستقرار لأبنائنا وبناتنا المقبلين على بناء أعشاشهم الصغيرة.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny