الجزيرة - سفر السالم:
طالب مسؤولون في عدة محافظات وأمانات بتوحيد الجهود للحفاظ على مباني التراث العمراني المنتشرة في مناطق المملكة، والعمل على تأهيلها وتوظيفها للاستثمار كفنادق ومطاعم ومقاهي وحوانيت للحرفيين والأسر المنتجة، وذلك بعد زيارتهم إلى مدينة زعفران بولو التركية، التي نجحت في الانضمام إلى قائمة التراث العالمي عام 1994م، واجتذاب الآلاف السياح الذين يقصدونها للإقامة في فنادقها التراثية.
وأكد أحمد الشهراني محافظ سراة عبيدة بمنطقة عسير بأن «جهة واحدة لن تتمكن من التطوير وحدها بدون الشركاء المعنيين، كهيئة السياحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية وكذلك الأهالي والمستثمرين». وأشار إلى تعاون المحافظة مع هيئة السياحة في تطوير قريتي آل سليم وآل حصوصة اللتين تحتويان على العديد من المساجد والقصور التراثية والممرات، «اتفقنا مع السياحة والبلدية على تطوير القريتين على 3 مراحل، تتمثل في توفير البنية التحتية كالطرق والكهرباء والاتصالات، ومن ثم الرفع المساحي ووضع مخطط تفصيلي يتوافق مع طبيعة القريتيت، وبالتالي مساعدة الأهالي في الحصول على قروض من بنك التسليف، لتنفيذ أعمال الترميم والتحسين لبيوتهم إذا رغبوا في ذلك». وذكر الشهراني أن المرحلة الأولى أنجزت بالكامل، ومن المنتظر المضي قدماً في المرحلة الثانية.
وبين المهندس ضيف الله الفايدي وكيل الأمين للتنمية العمرانية في أمانة منطقة تبوك أن تجارب بعض المدن والبلدات التركية يمكن الاستفادة منها في تطوير ما لدينا من تراث عمراني في مدننا وقرانا، مؤكداً أن المحافظة على التراث العمراني واستثماره هو «تطوير للمكان والإنسان».
وتحدث الفايدي عن التعاون المشترك بين أمانة منطقة تبوك وفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة «نعمل سوياً في دراسة مشروع تطوير وسط مدينة تبوك، كما أن هناك تعاون بيننا في دراسة الشريط الساحلي من مدينة حقل إلى مدينة أملج والبالغ طوله 900 كلم، وقد أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار خلال زيارته الأخيرة لتبوك بالدراسات العمرانية والساحلية التي أجرتها الأمانة في هذا الجانب، وطالب سموه بتكثيف التعاون بين الطرفين، للوصول إلى الغاية المنشودة إن شاء الله».
وشدد المهندس حسين عمران الحرز مدير عام المباني والمرافق في أمانة الأحساء على أهمية التعاون المشترك بين الأمانة وفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار، «نعمل جنباً إلى جنب في مشروع المنطقة التاريخية بوسط مدينة الهفوف، وتفعيل جملة من العناصر مثل: أسواق القيصرية والحميدية والحرفيين وسور الكوت والدراويز (البوابات القديمة)».
وكان د. مشاري النعيم المشرف على مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والآثار وعدد من مسؤولي المحافظات والأمانات والبلديات التقوا رئيس بلدية زعفران بولو د. مصطفى كوركش، وجرى خلال اللقاء بحث عدد من المواضيع المتعلقة بدور البلدية في الحفاظ على تراث البلدة. وقال كوركش بأن زعفران بولو أضيفت إلى قائمة التراث العمراني في اليونسكو عام 1994م، «هناك 1560 بيتاً مسجلاً لدى اليونسكو من أصل 5000 بيت في جميع انحاء تركيا، تعود معظمها إلى نهاية الدولة العثمانية أي 250 عاماً تقريباً، والبلدة كانت ضمن المحطات التي تربط اسطنبول بالصين (طريق الحرير)، و تشتهر بالتجارة وكذلك صناعة المعجنات والحلويات»، مؤكداً ارتفاع أعداد السياح بعد إضافة زعفران بولو إلى قائمة التراث العمراني لدى اليونسكو «يزور زعفران بولو حوالي 20 ألف ياباني، فضلاً عن سياح وافدون من كوريا وسنغافورة والصين وتايلند». وأكد كوركس أن ثلث أهالي زعفران بولو البالغ عددهم 45 ألف يعملون في صناعة السياحة والحرف التقليدية.