|
بلبلة للمريض
هناك الكثير من الأعراض الهضمية التي يحتار فيها الكثير من المرضى والأطباء أنفسهم، ويتم تفسيرها في بعض الأحيان تفسيرات خاطئة، مما يحدث بلبلة لدى المرضى ويؤدي إلى تعرض المريض لكثير من الفحوص والتحاليل غير المطلوبة، والتي أيضاً قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى تشخيص خاطئ لتفسير شكوى المريض، وعلى سبيل المثال.... قد يشتكي المريض من ألم شديد أعلى البطن في المنتصف فيقوم الطبيب مثلاً بعمل موجات فوق صوتية على البطن فيتضح وجود حصوة بالمرارة فيرسله الطبيب لعمل جراحة لاستئصال المرارة، ولكن يظل المريض يعاني بعد ذلك من نفس الألم، لأن الألم له سبب آخر ووجود حصوة بالمرارة لم يكن السبب لهذا الألم.
التدقيق في شكوى المريض
ولذلك يجب التدقيق في شكوى المريض وتحليلها تحليلاً وافياً وعمل التحاليل التي تستوجبها هذه الشكوى ثم ربط نتائج التحاليل بما توصل إليه الطبيب من احتمالات أسباب هذا الألم أو هذه الشكوى، وعندئذٍ يمكن للطبيب ذي الخبرة أن يتعامل مع المريض بذمة وأمانة.
القليل من الفحوصات
فمثلاً وجود ألم أعلى البطن.. إذاً لا بد من الإجابة على عدة أسئلة لتفسير هذا الألم.. مثل مكان الألم بالتحديد، وأين يشع هذا الألم، وتاريخ حدوثه، ومدة وجود الألم، وهل هو متقطع أم مستمر، وهل يزداد أو ينقص مع الوقت، وما شدة الألم ونوع الألم والأعراض الأخرى المصاحبة له وهل يختفي ليلاً أم يزداد، وما هي العوامل أو الأدوية التي تقلّل منه. وعند تحليل الإجابة على هذه الأسئلة، فمن الممكن تشخيص السبب في معظم الحالات، ويتم تقوية هذا التشخيص بالقليل من الفحوص أو التحاليل دون الإسراف في ذلك، وعندئذٍ يتم علاج المريض ومتابعة الحالة للتأكد من تأثير العلاج.
العلاج أداة للتشخيص!
وقد يكون العلاج في حد ذاته هو اختبار لتشخيص الحالة، فمثلاً المرضى الذين يعانون من حمى البحر المتوسط والتي يكون عرضها الأول آلام بالبطن وارتفاع في درجة الحرارة، وتكون هذه الأعراض متكررة، وعند وضع هذا التشخيص في الاعتبار فمن الممكن أن نبدأ العلاج بالدواء الخاص بهذا المرض، فإذا استجاب المريض بشكل واضح فإن هذا يؤكد التشخيص.
المعدة بيت الداء فعلاً!
هناك شيء آخر.. يجب معرفة أن الكثير من أعراض الجهاز الهضمي هي نتيجة عدم انتظام في أوقات ونوعيات الأطعمة التي يتناولها الإنسان، وكذلك استخدام أطعمة مضاف إليها كميات كبيرة من المشهيات والمقبلات والحار والمواد الحافظة بالإضافة إلى كثير من الأطعمة الجاهزة والتي عادة ما يكون أحد مكوناتها قد فسد أو غير صالح للاستعمال أو مضاف إليها كميات كبيرة من المشهيات والمواد الحافظة... مثال ذلك هؤلاء الذين يسافرون كثيراً خارج بلادهم كثيراً ما يعانون من إسهال واضطراب في الهضم وغازات وحموضة وخلافه، ولا تنسوا أن المعدة بيت الداء.
د. غادة الدسوقي / وحدة الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي