ثمة شيء مما لا يستطيع المواطن احتماله وفهمه... والمتمثل في واقع ما يجري من عبث بالعمالة والاتجار بها على حساب أشد الناس حاجة إليها لا سيما أولئك الذين يعانون من العجز والمرض أو ظروف العمل كما حالات المعلمات والموظفات ممن يتركن أطفالهن تحت رحمة الخادمات طوال ساعات النهار التي إن مرت فهي مشحونة بفعل دواعي الخوف والقلق.. فيما لم تستطع الجهات المعنية إلى الوصول إلى حل لهذه المشكلة.. والتي في مقدمة ما تتطلبه إظهار أشد حالات الشدة وتغليظ العقوبة لمن تسمح له نفسه المريضة بالتعدي على حقوق الغير وتجاهل النظام وعواقب مثل هذا الفعل المشين... حتى إن الأمر لم يقف عند حد الهروب بحثا عن الزيادة في الراتب بل صار فرصة لسلب الكفيل وسرقة مقتنيات عائلته..
أن أمر الهروب لم يعد محدود النطاق بل صار ظاهرة ومصدر كسب لفئات آن الآوان لمواجهتها بما يقتضيه شرع الله لأنه فيما يأتي في حكم السرقة. والسارق في اللغة هو من يأتي مستتراً إلى حرز فيأخذ مالاً لغيره والسرقة أخذ الشيء من الغير على وجه الخفية والاستتار وعقوبتها قطع يد السارق عقوبة فرضها الله وكما في قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (38) سورة المائدة.
ففيما يحدث سرقة وتحريض على السرقة... طال أمد الصبر.. وبعض الصبر موت إن تمادى.