|
الجزيرة - سعود الشيباني:
استقبل رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة» الأستاذ خالد بن حمد المالك مساء أمس الأول وفدًا أمنيًا من ملتقى رؤساء ومسئولي تحرير المجلات الأمنية العربية، واستعرض رئيس التحرير مع الضيوف خلال اللقاء مستقبل الإعلام الورقي ودور الإعلام الجديد، كما تناولوا بالحديث العديد من الموضوعات التي تخص الجانب الإعلامي.
واستهل رئيس التحرير حديثه بالشكر والتقدير لجميع أعضاء الوفد الأمني ولجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لاختيارهم «الجزيرة» مقدرًا رغبة الوفد في التواصل مع وسائل الإعلام ومد جسور الشراكة بين الإعلام وجامعة نايف التي درجت على تنظيم الندوات والمحاضرات مساهمة منها في خدمة الاستقرار والسلم للمنطقة العربية، مؤكدًا حرص الجميع على مصلحة بلداننا العربية وتجنيبها المنزلقات التي تسعى لعدم بسط الاستقرار والمشاريع بالمنطقة.
واستعرض رئيس التحرير مراحل عمر «الجزيرة» التي مرَّ على تأسيسها أكثر من نصف قرن، مبينًا أن لديها أكثر من 1500 موظف متفرغ ومتعاون بالمبنى الرئيس وفي الفروع ما بين صحفيين وفنيين وإداريين ولها أكثر من 40 فرعًا ومكاتب داخل وخارج المملكة.
من جهته، قدم مدير العلاقات العامَّة بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور خالد الحرفش شكره وتقديره لرئيس التحرير ولهيئة التحرير على حسن الضيافة والاستقبال وقبول فتح حوار بين الجامعة و»الجزيرة» لمد جسور التعاون بالصورة التي تخدم الجامعة والمتدربين، مؤكدًا أن العلاقة التكاملية بين الجامعة و»الجزيرة»، مشيدًا بدور «الجزيرة» في نشر الثقافة الأمنية.
إلى ذلك قدم نائب مدير الأمن العام الأردني اللواء محمد الوقاد والناطق الرسمي للشرطة السودانية اللواء السر أحمد عمر رحمة شكرهما وتقديرهما على الضيافة وتزويد الوفد بما يحتاجه من معلومات تساهم بعد الله في مد جسور التعاون الإعلامي بين الأمن ووسائل الإعلام.
بعد ذلك فُتح باب النقاش بين الوفد الأمني ورئيس التحرير، حيث تحدث المالك عن أهمية الإعلام الجديد ودور «الجزيرة» في هذه المبادرة، مشيرًا إلى أنها تُعدُّ أول صحيفة سعودية قد أنشأت موقعًا إلكترونيًا وصحيفة إلكترونية تعنى بالمرأة.
وأكّد المالك على دور المجلات الأمنية في نشر الثقافة الأمنية، مشيرًا إلى أنها تُعدُّ إضافة ضرورية خاصة تلك التي تحمل موقعًا إلكترونيًا يسهل متابعة الجمهور لها.
بعد ذلك تساءل اللواء محمد الوقاد عن الشراكة بين الإعلام والأمن ودور الإعلام الجديد وردود الأفعال التي تفرضها الصحافة الإلكترونية على الورقية، قال المالك: نتفق معكم على أن الإعلام الجديد وصل دون ترتيبات ودون التفاعل معه بالشكل المثالي وكذلك دون الاستعداد المبكر الشيء الذي أكثر خروجه عن النص، ونحن نتابع بعض البرامج التلفزيونية المباشرة التي يفتقد بعض المتصلين والمداخلات لا تتسم بشيء يرضى عنه المشاهد، مشيرًا إلى أن الضيف الجديد أثر على الصحافة الورقية وبدأت الصحافة الورقية تقليص صفحاتها والبعض الآخر اكتفى بمواقع إلكترونية وخصوصًا الصحافة الغربية والسبب طبعًا يعود للدخل، حيث لم يكن كالسابق.
وبيَّن المالك أن عمر الصحافة الورقية ربَّما لا يكون طويلاً، مشيرًا إلى أن تأسيس الصحافة الالكترونية لا يكلف شيئًا كثيرًا، وعن الممارسات السيئة، قال المالك: يجب أن يكون هنالك انضباطية أكثر وأن تكون هناك مسؤولية بين المؤسسات الحكومية لتطوير هذه المواقع لخدمة دولنا وشعوبنا بهدف التخفيف من الاحتقان، مستشهدًا بما فعله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- في الشأن الداخلي حول إنشاء الحوار الوطني وتأصيل الثقافات بين أبناء الوطن، مشيرًا إلى أن الملك لا يريد أن يصادر آراء الناس، بل يبحث عمّا يسهم في مد جسور التفاهم بينهم، أما في الشأن الخارجي فدور الملك واضح ومعروف حول حوار الأديان وجمع بين الدول في أكثر من مناسبة لتصل هذه الحوارات لمجلس الأمم المتحدة، مؤكدًا الحوار يجب أن تتبناه المؤسسات الأكاديمية.
أما اللواء السر رحمة من السودان فيسأل بقوله: لماذا لا تتبنى «الجزيرة» التحليل مقارنة بصحف أجنبية وخصوصًا أن صحيفة «الجزيرة» تُعدُّ مدرسة عريقة في الطّرح الإعلامي وتطرَّق للعلاقات السعودية السودانية المتينة.
رد عليه رئيس التحرير قائلاً: الإخوة السودانيون تربطنا بهم علاقة متينة بدءًا من مساهماتهم بشكل كبير في الحراك الرياضي والتَّعليمي، مؤكدًا أن «الجزيرة» لديها قامات إعلامية تؤدي دورًا إعلاميًا مميزًا في الجانب التحليلي، بدءًا من الجانب السياسي ومرورًا بالجانب الرياضي والاقتصادي.
وردًا على تساؤل نائب مدير التحرير بمجلة الداخلية بالكويت النقيب عثمان محمد المنصوري بقوله: هل يتحمل السوق السعودي مزيدًا من إصدار صحف، قال رئيس التحرير: قبل عشرة أعوام نعم، أما الآن فإصدار صحيفة ورقية محفوف بالمخاطر
وخصوصًا بوجود الإعلام الجديد ويمكن لمن أراد إصدار صحيفة أن يفكر جيدًا قبل تنفيذ ذلك، مشيرًا إلى أن تنافس الإصدارات الجديدة للصحف العريقة صعب جدًا، وكذلك ما ينطبق على فكرة الصحف المناطقية وبيَّن أن هناك صحفًا لها عمر طويل تعثرت ولا بد من أن يكون هناك دراسات دقيقة قبل إطلاق مثل هذه المشاريع، مؤكدًا أن إصدار تصاريح صحف جديدة ليس فيه صعوبة لدي وزارة الثقافة والإعلام.
وحول سؤال للعميد يوسف الشامي مكلف بالإعلام الأمني والتحرير في مجلة الشرطة المغربية عن عدد النسخ المباعة للصحف، قال رئيس التحرير: إن «الجزيرة» سبَّاقة في هذه الفكرة، فقبل أربع سنوات أعلنت وعبر الشركة الوطنية للتوزيع عدد النسخ المطبوعة والمبيعات والرجيع بشكل يومي وهناك صحف تتحفظ لأسباب تسويقية وإعلانية.
أما الدكتور خالد الحرفش فسأل عن مستوى التعاون الإعلامي بين وسائل الإعلام ورجل الأمن؟ قال رئيس التحرير على مستوى الصحافة العربية لا استطيع إجابتك بذلك أما على مستوى الصحافة المحلية وخصوصًا «الجزيرة» فلدينا علاقات ممتازة جدًا وعلى أعلى مستوى ليس فقط على مستوى المتحدثين الرسميين، إنما على مستوى القيادات الأمنية، معبرًا عن رضاه التام بهذه العلاقات، وقال المالك ان تحفظ رجل الأمن على بعض القضايا أحيانًا يعود لأسباب أمنية وحفاظًا على سير مجريات التحقيقات، مؤكدًا على أهمية وجود العلاقة القوية بين رجال الأمن والإعلام في نشر المعلومات الصحيحة.
وقد ضم الوفد عددًا من الضباط من مصر والمغرب واليمن وقطر ولبنان والسودان والأردن والإمارات والجزائر والكويت، كما شارك من «الجزيرة» بالحوار كل من الزملاء منصور عثمان الزهراني مدير التحرير للشؤون المحلية وسعود الشيباني محرر الشؤون الأمنية بالمحليات، ومثل جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مدير العلاقات العامَّة بالجامعة الدكتور خالد الحرفش والدكتور محمود شاكر سعيد ومروان قاسم المخلافي وأيمن محمد وقيع الله وسعد مدله الحربي.