أحمد الله أن شرفني في السنوات الأخيرة أن أكون قريباً من هذه القامة الفذة الشيخ عبدالمحسن بن محمد التويجري -رحمه الله- وقد تعرفت عليه عن قرب وحاولت أن أحصل منه على معلومات وافية عن مشواره الحافل في هذه الحياة على الرغم من أنه لا يحب التحدث عن نفسه، كما ذكرت في مقالة سابقة كتبتها عنه في جريدة الجزيرة منذ سبع سنوات تقريباً، وقد برز لي من خلال مجالسته أنه رجل استثنائي لأنه خاض في معترك الحياة تجارب لامست منظومة المعرفة سواء كان عمله في حقل التعليم فترة وتقلد فيه منصب مدير التعليم في منطقة القصيم في أواخر السبعينات الهجرية كذلك مزاولته للعمل الصحفي والكتابة في معظم الصحف السعودية ولا سيما في جريدة عكاظ والقصيم وجريدة اليمامة والبلاد والجزيرة والرياض، كذلك مارس العمل في أكثر من موقع حكومي في وزارة الزراعة، وآخر عمل وظيفي له منصب مدير عام أملاك الدولة في وزارة المالية، وفي السنوات الأخيرة كان همه وشغله الشاغل الدعوة إلى الله، حيث إنه في أي مكان يوجد فيه سواء كان في مسجد أو مناسبة اجتماعية يتفضل بإلقاء كلمة تتجسد فيها سماحة الإسلام وتوظيف مقاصد الشريعة، أيضاً يحرص على الحضور في الندوات والأمسيات الأدبية مثل ثلوثية المشوح واثنينية عثمان الصالح وغيرهما من المناسبات الأدبية، أيضاً يحرص على التواصل مع أسرته وأصدقائه ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم، كذلك له ارتباط بأعمامه تجاوز صلة القرابة، حيث حدثني كثيراً عن معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري -رحمه الله- وقال عنه: إنني لا أستطيع أن أقيم هذه الشخصية، ولا أستطيع أن أحيط بها لأنها تتدفق فكراً وثقافة وإنسانية وتواضعاً وتواصلاً، وهو معلمي والداعم الأول لي في مشواري في هذه الحياة، وله أفضال عليَّ كثيرة لا تعد ولا تحصى. أيضاً حدثني عن عمه الشيخ حمد بن عبدالمحسن التويجري -رحمه الله- مدير مالية القصيم سابقاً، وقال عنه إنه رجل دولة حكيم يعمل بصمت وإخلاص. كذلك حدثني عن عمه الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التويجري، وقال عنه إنه قريب إلى قلبي وتشدني أحاديثه وتجاربه في هذه الحياة واستفدت منه الشيء الكثير، أيضاً حدثني عن الدكتور عبدالمحسن بن عبدالله التويجري -رحمه الله- وقال عنه إنه رجل مثقف من الطراز الأول، محب لأسرته وأبناء مجتمعه، يساعد المحتاجين لا يتأخر أبداً عن استخدام جاهه وعلاقته الشخصية في سبيل ذلك. أيضاً من خلال اللقاءات التي جمعتنيه -رحمه الله- لاحظت عليه تعلقه بالقراءة وإدمانه عليها، حيث عرفني على مكتبته وما تزخر به من كنوز المعرفة المختلفة ولا سيما كتب التراث والتراجم، وأخبرني أنه في سنواته الأخيرة يقرأ في كتب التفسير ولا سيما تفسير بن سعدي وبن كثير، كذلك لا تخلو أي زيارة أقوم بها له -رحمه الله- إلا ويشكر الله على صلاح أبنائه وبرهم به، ويقول: لا أذكر في حياتي أن أحداً منهم كدر خاطري أو رفع صوته عليَّ. رحمك الله أيها الشيخ الجليل وجعل ما قدمت لوطنك في موازين حسناتك وألهم عمك الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التويجري وأبناءك محمد وجمال ووليد وباسل ومازن وكريمتك وزوجتك وأسرة آل تويجري كافة في جميع مناطق المملكة ومحبيك الصبر والسلوان.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.