أقرأ في الجزيرة أخباراً كثيرة عن مكافحة التدخين وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين أقول: الدخان سبب لفساد الإنسان وإصابته بالعديد من الأمراض والمضاعفات الصحية حيث يحتوي دخان السيجارة على (4000) نوع من المواد الكيميائية الضارة، من بينها (60) مادة مسرطنة (تسبب السرطان) بالإضافة إلى مواد أخرى منها أول أكسيد الكربون، الفحم، الزرنيخ، الرصاص وهي كلها مواد سامة للجسم البشري، لذا تعهدت شركات التبغ الأمريكية بدفع 368 بليون دولار لتسديد الدعاوى القضائية الموجهة ضدها وعلاج المتضررين من التدخين منها 10 بلايين دولار دفعة أولى بعد توقيع الاتفاق مباشرة والذي تم في 15-2-1418 هـ الموافق 20-6-1997م وبعد ذلك تدفع 8.5 بلايين دولار سنوياً في السنوات الأولى لترتفع إلى 15 بليون دولار سنويا.
وكذلك تدفع شركات التبغ بليوني دولار سنويا لتمويل برنامج مكافحة التدخين داخل أمريكا والسعي لخفض نسبة التدخين بين المراهقين بنسبة 10% خلال 10 سنوات وإذا لم يتحقق ذلك تدفع غرامة أخرى تصل إلى بليوني دولار سنوياً، ولا يسمح بالدعاية الموجهة للمراهقين وصغار السن عن التدخين في أمريكا ويتم إبراز حجم التحذيرات الموضوعة على علب الدخان بنسبة 25% وتصنيفه كعقار. من هنا نرى الحرب الشديدة التي تشنها دول أمريكا والغرب عموماً على التدخين مما أدى إلى انخفاض نسبة مبيعات الدخان في أمريكا بنسبة 4,5% وأمريكا اللاتينية بنسبة 11،2% وفي أوروبا الغربية بنسبة 1,7% أما في آسيا فإنها زادت بنسبة 8،8% وجاءت أعلى نسبة زيادة في العالم في الشرق الأوسط حيث بلغت 17،7%.
وهذا يدل على تركيز شركات التبغ على أسواق دول الشرق الأوسط والدول النامية لتعويض خسائرها بعد الحرب التي واجهتها في أمريكا والدول الغربية، فلا بد أن نقف وقفة لا تقل حزماً عن المواقف التي اتخذتها تلك الدول حماية لمجتمعنا من هذا الوباء الخطير.
عبدالله بن إبراهيم الحضريتي - مدير فرع الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات بمحافظة الليث