في ظل المملكة العربية السعودية الدولة التي تحكم القرآن والسنة النبوية المطهرة نشأ الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وتربى على هدي القرآن والسنة النبوية المطهرة وتعلق بالقرآن منذ نعومه أظفاره وحفظه ولم يتجاوز الثانية عشرة من عمره وكان معيناً له في تحصيله الدراسي طيلة مراحل التعليم العام والجامعي وحصوله على درجتي الماجستير والدكتوراه فلهذا فإن تعيينه ضمن أئمة الحرم سنة 1404هـ لم يأتِ من فراغ وإنما ضمن اهتمام ورعاية ولاة الأمر في هذه البلاد الذين يحرصون على تبني العلماء ولاسيما المتميزون منهم وتكليفهم في المشاركة في حمل الأمانة والشيخ عبدالرحمن أهل لها حيث نال استحسان وقبول ورضا المسلمين في أصقاع الدنيا الذين يتابعون صوته الجميل وإجادته للتلاوة قراءة وتجويدا بالإضافة إلى خطبه في يوم الجمعة التي تنهج النهج العلمي من خلال توظيف مقاصد الشريعة وفقه الواقع والذي تتطلبه المرحلة الراهنة التي تعيشها الأمة المسلمة كذلك تفاعله مع هموم الأمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في حرية تامة ليس عليه رقيباً سوى الله وقد تخلل مشواره الدعوي أثناء إمامته للحرم الملكي الشريف الكثير من الأنشطة العلمية والبحثية وزياراته المتكررة لمعظم المراكز الإسلامية في العالم لإلقاء بعض المحاضرات والمشاركة في بعض المؤتمرات والتي تجد القبول والرضا من القائمين على هذه المراكز لما يجدونه من أراء سديدة وأفكار بناءة أيضاً من الأمور التي تميز بها فضيلته الحنكة والتثبت في التعامل مع الكثير من المواقف التي يتم ترويجها من أصحاب الفكر العقلاني والتي لا تستند على رؤية واضحة كذلك لم يكن بعيداً عن الحياة الأكاديمية حيث إنه على صلة بها من خلال إشرافه على بعض الأطروحات العلمية ويقوم بإلقاء بعض المحاضرات التي يسمح بها الوقت المناسب له فلهذا تعيينه واختيار لهذا المنصب لاشك أنه يسجل لخادم الحرمين الشريفين الذي عود رعيته في أن يكون الاختيار وفق التطلعات التي تسعى المملكة لتقديمها لخدمة الحرمين الشريفين باعتباره الخادم الأول لهما والذي تشرف بأن يكون هذا اللقب خاصاً به دون غيره.
سائلاً المولى جلت قدرته أن يوفق شيخنا الفاضل عبدالرحمن السديس في هذا المركز القيادي الهام لتقديم المزيد في خدمة الحرمين الشريفين في ظل القيادة الحكيمة والأمينة التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.