لا أحب المقارنات السياحية بيننا وبين (دبي) تحديداً، لإيماني بأننا نملك كل مقومات النجاح سياحياً وإن تفوّقت (دبي) علينا في بعض (الأوجه) نتيجة صغر المساحة وفروقات عديدة من الظلم مقارنتها بما لدينا..!

بكل تأكيد نحن سعداء بنجاح (دبي عالمياً) كمركز سياحي واقتصادي، ولكن في الحقيقة باستطاعتنا النجاح والمنافسة بقوة للحصول على مكانتنا اللائقة (بجوارها) متى ما طبّقنا (المفهوم الصحيح) لمعنى السائح ووفرنا له كل متطلبات الراحة في (مصايفنا) على افتراض أن المتطلبات الأساسية من (سكن وتنقّل وأكل) متوافرة أصلاً في مختلف المناطق السياحية ولم يبق إلا تأهيل إنسان المكان ليكون شريكاً يعمل من أجل النجاح ويتفانى لتحقيق (هدف منشود) مهما كان موقعه..!

تقول آخر (رواية سياحية) إن شرطة دبي قامت بدعوة الطبيب السعودي عبد الله البداح لزيارة (دبي) مرة أخرى والتكفل بمصاريف عودته بعد أن منع في المرة الأولى بسبب (خطأ جوازات مطار دبي) وهذا ببساطة دليل على مدى ما وصلت إليه (الإمارة) من اهتمام كبير بالسياحة والسياح..!

الطبيب السعودي تمكَّن من استرداد حقه كما يقول عندما منع (الأسبوع الماضي) من الدخول عبر (تغريدة) أرسلها إلى حساب الفريق (ضاحي خلفان) يوضح فيها أنه مُنع (يوم 27 مايو) من الدخول إلى دبي دون سبب (واضح)..؟!

بعد ساعات تم التأكد من صحة ما حدث وأنه كان نتيجة (خطأ غير مقصود) وعندها قام الفريق ضاحي بالاعتذار (للطبيب السعودي) شخصياً وتمت دعوته للعودة إلى دبي (محفولاً مكفولاًً) تعبيراً عن الأسف والاعتذار عن ما حدث (هكذا تقول الرواية)..!

لا شك أن هذا التصرف (غير مستغرب) من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة و(محل تقدير) بالتعامل الراقي مع كل مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وهو يحمل بكل تأكيد بين طياته (معاني كبيرة) ودروساً مستفادة لمعنى أن تكون (وجهة سياحية) أو منطقة جذب..!

عندما يتم التعامل مع (السائح) على أنه (الناقل الوحيد) لصورة المنطقة سياحياً ومحاولة إرضائه وضمان حقه وعدم استغلاله ومحاسبة كل مقصّر بحقه سنضمن حينها عكس (صورة حسنة) عن المكان والإنسان..!

أما التراخي في متابعة المقصّر والتغاضي عن استغلال (السائح) في أسعار الإقامة، والتملص من الواجبات السياحية والخدمات المعلنة، وعدم الالتفات إلى (رغبات السياح) وعدم إطلاق (جولات ميدانية) أو مواقع إلكترونية لمعرفة مدى رضاهم والوقف على رغباتهم واقتراحاتهم كشركاء لجلب (سياح جدد) في المرة القادمة.. القصور في كل هذا لن يجعلنا ننتقل إلى المرحلة التالية في السلم السياحي وسنبقى حينها حبيسي (أولى سياحة)..!

لم يعد يكفي تنظيم (رحلات سياحية) لبعض الإعلاميين لمناطق الجذب السياحي لعكس صورة مشرقة عن مدى ما وصلت إليه هذه المناطق من تطور وتوفير للخدمات عبر وسائلهم الإعلامية، فإن هناك (عيناً رقيبة) أخرى يجب إرضاؤها..؟!

إنها (عين السائح) نفسه والذي سينقل ما يشاهده كحقيقة مجربة وواقع معاش عبر (وسائل التواصل)، وعندها إما سيجلب لك (سائحاً آخر) أو سيطرد عنك (العشرات)!

تغريدة (الطبيب السعودي) أعلاه خير مثال، والرد خير جواب فتأثير (مرحبا الساع) كانت بمثابة دعوة (10 صحفيين) لتحسين (صورة دبي) بعد هذا الخطأ..!

وعلى دروب الخير نلتقي.