كتبت قبلاً عن قطاع الجوازات، وأشدت بكثير من الخدمات التي يقدمها هذا القطاع المهم، خصوصاً ما يتعلق بالسرعة في إنجاز المعاملات، والتنظيم والدقة، وكذلك خدمة المواطن خارج أوقات الدوام الرسمي من خلال المكاتب المنتشرة في بعض المدن الكبرى، مع أن هذه الخدمة غير مضمونة الاستمرار، إذ اتضح أن هذه المكاتب يتم منحها من قبل بعض رجال الأعمال كجزء من خدمة المجتمع، ما يعني أن عمل المكتب قد يتوقف متى ما قرر مانحه استعادة المساحة الممنوحة، وهو ما حصل في بعض المكاتب مؤخراً.
حسناً، إذا ما الجديد هذه المرة؟،. سأحاول أن أروي لكم القصة على لسان بطلها، إذ يؤكد أنه ذهب إلى الجوازات لاستصدار جوازات مستقلة لأبنائه، والذين كانوا مدرجين قبلاً في الجواز الخاص لوالدتهم، وفؤجئ حينما قال له الموظف إن أحد أبنائه لا يمكن استصدار جواز له، ولأن هذا الابن لا يزال طفلاً في الثامنة، ويستحيل أن يكون ممنوعاً من السفر لأسباب أمنية، فقد ذهل الوالد، وحاول أن يعرف الجواب، فبهت عندما قال له الموظف المهذب «إن ابنك موجود الآن في دبي حسب ما تشير له السجلات، ولذا لا نستطيع -نظاماً- إصدار جوازه»، وهنا لم يجد الرجل بداً من التأكد من الأمر برمته، فماذا تراه فعل؟!.
انطلق إلى منزله، وسأل زوجته عما إن كان هذا هو ابنه فلان، وهنا صعقت هي الأخرى، وظنت أن زوجها أصابه مكروه، وفكرت جدياً في الاتصال بأحد الرقاة المعروفين، وعندما أدرك جدية الأمر أخبرها بما قاله له مسؤولو الجوازات، وهنا بدأ الاثنان في فحص ابنهما بعناية فائقة حتى تم التأكد من أنه ابنهما بشحمه ولحمه وكامل أوصافه، فرجع إلى الموظف مصطحباً ابنه، وقال له: «هذا ابني الذي قلت قبل قليل إنه في دبي»، فابتسم الموظف، وقال: «ألم تسافروا لدبي في التاريخ الفلاني»، وعندما أجابه بالإيجاب، رد الموظف بأن خطأً حصل، وترتب عليه عدم ختم جوازه بالدخول، وهذا يعني أنه رسمياً يوجد في دبي هذه اللحظة، حتى وإن كان بين يديك الآن، وهنا لا بد من حل هذه المشكلة ليتسنى إصدار الجواز، ولأن المشكلة لم تحل، وحيث إنه كان لدى الأسرة رحلة خارجية مجدولة سلفاً، فماذا تراهم فعلوا؟.
لقد حسموا أمرهم بالسفر دون اصطحاب الابن مع ما ترتب على ذلك من ضرر نفسي له ولهم، وذلك لارتباطهم بحجوزات مسبقة سيترتب عليها خسائر مالية، ومع أن هذا الصديق قد تضرر، إلا أنه يشيد بتعامل موظفي الجوازات، ويأمل-فقط- ألا تتكرر مثل هذه القصة مع مواطن آخر.
ونؤكد في الختام أن الأخطاء البشرية واردة، وأن الجهود التي تبذلها هذه الإدارة لا ينكرها إلا جاحد، ومع ذلك فإن مثل هذا الخطأ الفادح - عدا الأخطار الأمنية المترتبة عليه - قد يؤثر على معظم الجهود التي يبذلها إخواننا في قطاع الجوازات.
فاصلة: «إذا عدت من السفر فتأكد أن موظف الجوازات قد صادق على دخول كل أفراد أسرتك بلا استثناء».
ahmad.alfarraj@hotmail.comتويتر @alfarraj2