فكرة رائعة تم إطلاقها في الملتقى الصناعي الخامس الذي عُقد الأسبوع الماضي في جدة تحت شعار «الصناعة خيار إستراتيجي».. فقد جاء ضمن توصيات الملتقى التأكيد على ضرورة إعطاء الأولوية للصناعات التي تميز منطقة مكة المكرمة وتؤكد هوية «صُنع في مكة المكرمة»، وذلك عند إنشاء المدينة الصناعية الجديدة المقترحة في بحرة والتي شدد المؤتمر على أهمية إنشائها.
هذه الفكرة تستمد وجاهتها من أهمية مكة المكرمة التي يفد إليها ملايين المسلمين كل عام، وتتطلع إليها أفئدة مئات الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم. ولا شك أن إقامة صناعة في مكة المكرمة انطلاقاً من فكرة التميز والهوية التي تختص بها قبلة المسلمين تجمع كل عناصر النجاح التي تكفل العائد المادي والمعنوي المأمول من مشروع كهذا.
نحن نذهب إلى أماكن كثيرة في مختلف أنحاء العالم فنجد منتجات تميز كل مكان.
بعض هذه المنتجات بسيطة ينتجها صغار الحرفيين المحليين وبعضها منتجات صناعية متقدمة ومعقدة تنتجها مصانع كبرى في تلك الأماكن، وفي كل الأحوال يكون هناك توظيف للطاقات البشرية المحلية وعناصر الإنتاج الأخرى من الخامات والمواد التي تعكس خصائص وسمات المكان.
ومن الغريب أن بعض المناطق التي تفتقر إلى خلفية تاريخية وحضارية ثرية، وتفتقر أحياناً إلى موارد وخامات مميزة، هي الأخرى، كثيراً ما تسعى إلى خلق هوية للمكان ثم تقوم بتوظيف ذلك في إقامة أنشطة اقتصادية وثقافية تتحول بمضي الوقت إلى مصدر دخل لسكان المنطقة وللبلد وتكرس هوية ثقافية مستحدثة. أما مكة المكرمة، بكل ما لها من ثقل ديني وخلفية تاريخية وثقافية، فهي تتمتع بكل الجاهزية لتحتضن صناعة مميزة ولا تحتاج إلى أي جهد لتسويق نفسها فهي في قلب وعقل كل مسلم.. وما من حاج أو معتمر إلا ويرغب في اقتناء منتجات مكيَّة يعود بها من الديار المقدسة ويحتفظ بها لنفسه أو يهديها لغيره.
ومن المؤكد أننا لا نخترع جديداً عندما نقوم بتنفيذ هذه الفكرة، ففي «اقتصاديات الصناعة» يتم الاحتكام إلى معايير محددة عند اختيار المكان الذي يرشّح لإقامة صناعة ما، وفي مقدمتها خصائص المكان.. ومكة المكرمة تملك من الخصائص ما يميزها عن غيرها وما يكفل نجاح أي منتج يُمْهَر بختم «صُنع في مكة المكرمة».
المأمول أن تجد هذه الفكرة التي طرحت في الملتقى الصناعي ما تستحقه من حماس فتخرج إلى النور في القريب العاجل إن شاء الله.
alhumaid3@gmail.comص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض