ما أجمل الإعلام حين يكون منبر المحرومين وصوت من لا صوت له، أو ضاع صوته المبحوح وسط ضجيج الحياة وزعيق الملايين. برنامج (لست وحدك) حقق النجاح ولا يزال والذي تبثه إذاعة البرنامج الثاني من جدة مساء كل سبت ويقوم بتلقي مكالمات المواطنين والمواطنات ممن حرموا ظروف العيش الكريم أو تعرضوا لمظالم، أو لم يجدوا الطريق لإيصال صوتهم إلى أصحاب القرار والمسؤولين.
ليس هذا أول مقال لي عن هذا البرنامج فقد سبق وأن كتبت عنه من قبل في صحيفة شمس، وما يحدوني أن أكتب عنه مرة أخرى وفي هذه الصحيفة العريقة هو طبيعته الإنسانية والقيم التي يعيد التأكيد على مكانتها في حضارتنا الإسلامية، كما وانتشال الضعفاء والمحرومين عبر إيصال المساعدات إليهم من أهل الخير والإحسان، ونصرة المظلومين وأصحاب الشكاوى والحقوق. إن هكذا برنامج ليستحق منا الشد على أيدي القائمين عليه ومن يقف خلفه وما هذا المقال المتواضع إلا أبسط دعم وتشجيع لهذا البرنامج الإنساني. لا أنسى وأنا أستمع إلى أحدى حلقاته تأثر مقدمه الخلوق سعود الجهني وبكاءه لشكوى امرأة مر الشكوى من وضعها المأساوي وحالتها المادية المتردية ووضعها النفسي المؤلم، كما وأن القبول الذي يلقاه البرنامج من المؤسسات الخيرية وفاعلي الخير والمحسنين نظرا لأنه حلقة وصل مباشرة بين المظاليم وأصحاب الحاجة أدى إلى سمعته وشهرته في أرجاء المملكة بل وحتى خارجها. إن الحكومات مهما أوتيت من موارد وإمكانيات لا تستطيع الوصول إلى كل الناس وذلك في كل مجتمع وكل زمان، ولا بد لمؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية ومعها الإعلام النشط والحقيقي أن يوصل أصوات أولئك المحرومين أو المظلومين الذين لا يستطيعون إيصال شكاواهم، وما هذا البرنامج الرائع إلا تحقيق لهذه القيمة الحضارية والإسلامية وهي إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم. أتمنى أن تستفيد قنوات فضائية وبالذات السعودية الانتماء والعربية الانتشار خصوصا وهي لا تجد صعوبة تذكر في الحصول على الأموال وبمئات الملايين من جماهيرها، أن تستفيد من هذا البرنامج أو تقلده بدل استيراد برامج معلبة وتقليدها تقليدا سمجا وأعمى، حتى بات المشاهد لا يدري هل هو يتابع قناة فضائية غربية مترجمة أو معربة؟. أليس لهذا الوطن المعطاء وأبنائه الحق في رد الجميل له ولهم، من مؤسسات إعلامية كبرى يملأ ضجيجها الفضاء السعودي والعربي، أعطاها متابعوها وقتهم وعيونهم واهتمامهم؟ تحية لهذا البرنامج الإنساني وتحية لكل عمل إعلامي رفيع جعل مادته صوت المحروم وهدفه إغاثة كل ملهوف.