قدر الله وما شاء فعل... فما نحن فاعلون في خياراتنا المليئة بالأحزان، أبا صالح لو نظرت إلينا... لوجدتنا مذهولين مفجوعين مؤمنين بقضاء الله وقدره الذي جاء وكأنه على عجل، وكأننا لم نعش إلا يوماً أو بعض يوم، أسرعت بنا عجلت الحياة، فلم نلتفت يميناً ولا يساراً وننظر إلى من حولنا لنودعهم أو يودعونا، هذا قدرنا كنا المودعين.
لقد عودتنا أن تستأذن عندما تزورنا وتعتذر عندما تغادرنا ولكن هذه المرة ليست كسابقاتها تواريت عن الأنظار فجأة.. نعرف أنه لم يكن باختيارك وكأننا نتجاهل مسيرة الحياة التي نقف فيها الآن انتظاراً لوداع من تبقى من الأحبة والأصدقاء.. فما لنا إلا الصبر على فراقك بآمال ودعوات كثيرة بأن تكون الجنة مثواك ومأواك.
أبا صالح.. أنت تعلم ونحن نعلم وقد قيلت جيلاً بعد جيل أنه رغم جمال البحر فإنه غدار.. هل أسرك جماله فغدر بك.. هل كان البحر اختار أن يكون سبباً في أن تكون شهيداً أو هي عادتك تحب الجمال فأنت تحب النجاح والكفاح كما عرفناك كلما تعثرت وقفت واستعدت المسير وركبت الصعاب.. فلم تكن إلا صديقاً للجميع قلباً مليئاً بالحب وكرماً لا متناه وآمالاً عريضة بأن يعم السلام والحب كل من حولك , وأثمرت هذه الجهود بأولاد صالحين وأحباء وأصدقاء شاهدتهم وسمعتهم يدعون بأمل الإجابة وبمشاعر فياضة بأن يسكنك الله الجنة ويغفر ذنوبك ويتجاوز عن خطاياك ويضاعف لك الحسنات ويبدل كل السيئات بالحسنات إنه غفور رحيم لطيف بعباده الأحياء منهم والأموات... فإنا لله وإنا إليه راجعون..
د. عبدالله بن راجح البقمي