قد لا يبدو السؤال الوارد في عنوان هذه المقالة منطقيًا، لكني وجدت نفسي أخيرًا اصطدم بهذا السؤال الكبير بعد أن عايشت تعليمنا لفترة طويلة من الزمن، عايشت تعليمنا معلمًا ثمَّ باحثًا تربويًا وأستاذًا جامعيًا. خلال تلك المعايشة الطويلة شاهدت قيادات تعليمية عليا من مختلف مدارس الفكر الإداري والفكر التربوي وهي تتعاقب على تعليمنا، ومع ذلك لا يبدو أن تغيرًا نوعيًا قد حدث في تعليمنا. لم يكن لدينا مال فأصبح لدينا خيرٌ كثيرٌ، لكنَّ تطويرًا نوعيًا في تعليمنا لم يحدث، كانت مؤسسات ومراكز التدريب والإعداد التربوي لدينا محدودة العدد والنوع، ثمَّ تكاثرت وتنوعت تلك المؤسسات إلا أن تغيّرًا ملاحظًا في تعليمنا لم يحدث، كنّا في عزلة عمّا يحدث في العالم المتقدم، ثمَّ أصبحنا على معرفة بما يجري في هذا العالم تعليميًا عن طريق الوفود الزائرة وبرامج البعثات إلا أن تعليمنا لم يتغيّر كثيرًا، كان المؤهلون المواطنون لدينا قلة ثمَّ أصبحوا كثرة لكن تعليمنا بقي دون الطموح. أمام طوفان هذه الأفكار في رأسي وجدت نفسي أطرح السؤال التالي: هل تعليمنا بصورته الحالية غير قابل للإصلاح أصلاً؟ ثمَّ تساءلت: هل يحتاج تعليمنا إلى هزة أو صدمة عنيفة تخرجه من سكونه؟.
أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود