لاشك أن تحويل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية، إلى هيئتين عامتين، سيسهم في انتقال إعلامنا إلى مرحلة جديدة، بشرط أ ن يكون هذا التحويل مدروساً، وأن تكون آلياته تصب في صالح الهدف الأساس من التحويل. أما إذا كررنا نفس تجارب تحويل بعض المؤسسات الحكومية إلى هيئات عامة، فإن الأمر لن يغدو أكثر من إجراء إداري جديد، تكون معه الحال الجديدة هي نفس الحالة القديمة!
لقد استطاع إعلامنا المحلي أن يسجل موقعاً جيداً، وسط خارطة الإعلام العربي، ويبقى أن نسخر كل الإمكانات لكي يتبوأ موقعاً أفضل. وكل الإمكانات يجب أن تصب في تطوير العاملين في الإذاعة والتلفزيون. الاستثمار في الإنسان وفي المعدات التي يستخدمها، هو الاستثمار الحقيقي. المكاتب الفخمة ومديرو المكاتب والسكرتاريات التي لا تنتهي لم ولن تصنع إعلاماً حقيقياً. محطات التلفزيون العالمية الشهيرة، ليس فيها مدير مكتب واحد. كل المكاتب عبارة عن طاولات عمل مشتركة وتقنيات حديثة.
نعقد الأمل، بعد أملنا في الله، على من سيقود هاتين المؤسستين، وليتنا نتيح الفرصة للقيادات الشابة، لكي تأخذ نصيبها في هذا التحول الإيجابي، والذي ظللنا ننتظره طويلاً.