دمشق - بيروت - جنيف - نيويورك - وكالات:

دان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سوريا أمس الجمعة بسبب مذبحة بلدة الحولة ودعا إلى فتح تحقيق (خاص ) تجريه الأمم المتحدة لتحديد مرتكبيها وجمع الأدلة من أجل محاكمة جنائية محتملة.

وصدر القرار بأغلبية 41 صوتاً خلال جلسة خاصة عقدها المجلس حول سوريا وهي رابع جلسة حول هذا البلد منذ اندلاع الانتفاضة فيه منتصف مارس2011في صوتت روسيا والصين وكوبا ضد القرار وامتنعت اوغندا والاكوادور عن التصويت.

وجاء في القرار ان مجلس حقوق الانسان (واذ يدين بأشد عبارات الادانة عمليات القتل الهمجية لـ49 طفلاً يطلب من لجنة التحقيق الدولية التي تعمل بتفويض منه منذ اغسطس2011اجراء تحقيق خاص شامل مستقل وبدون عوائق بما يتفق والمعايير الدولية حول احداث الحولة.

وشدد نص القرار على ضرورة اجراء تحقيق دولي شفاف مستقل وسريع حول انتهاكات القانون الدولي من اجل محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان ... بما في ذلك الانتهاكات التي يمكن ان تشكل جرائم ضد الانسانية.

وطلب القرار ايضاً ( اذا امكن ان يحدد علناً الاشخاص الذين يبدون مسؤولين عن هذه الفظائع وحفظ الادلة على الجرائم من اجل ملاحقات جنائية محتملة في المستقبل او عملية قضائية في المستقبل بغية محاسبة المسؤولين عنها). وطلب المجلس ايضاً من دمشق السماح بوصول فرق الاغاثة الانسانية والتعاون التام مع لجنة التحقيق والسماح لها بالتنقل في البلاد بدون عوائق. وكانت المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي قد حذرت في وقت سابق من امس من اندلاع نزاع شامل في سوريا يضع المنطقة في خطركبير داعية الاسرة الدولية الى دعم خطة الموفد الدولي الى سوريا كوفي عنان والتحقيق في اعمال العنف في هذا البلد. واعتبرت بيلاي خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الانسان حول سوريا ان مجزرة الحولة يمكن ان ترقى الى مستوى جرائم ضد الانسانية وجرائم دولية اخرى.

وتقترب سوريا من حرب أهلية طائفية شاملة ستكون كارثية للشرق الاوسط برمته.

وقد تعهد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس بإحالة منفذي الجرائم في سوريا امام القضاء وذلك بعد اسبوع على مجزرة الحولة (وسط). وقال مون على هامش مؤتمر دولي حول الصومال في اسطنبول سنعمل على اسماع صوتنا بما يؤدي الى امكانية احالة الذين ارتكبوا هذه الجرائم (في سوريا) امام القضاء.

وبالإضافة إلى تصويتها ضد القرار اعتبرت روسيا ان مجزرة الحولة هي نتيجة للمساعدة الخارجية وارسال اسلحة الى المتمردين السوريين.

وقالت الخارجية الروسية في بيان ان ( مأساة الحولة اظهرت الى اين تؤدي المساعدة المالية وإرسال اسلحة حديثة عن طريق التهريب الى المتمردين وتجنيد مرتزقة والمساعدات لشتى انواع المتطرفين).

وتابعت الوزارة ( اشرنا مرات عدة الى الأسباب التي لها تأثير سلبي على تنفيذ خطة (المبعوث الدولي كوفي) انان في سوريا قبل كل شيء لكون بعض الفاعلين الاساسيين على الساحة الدولية غير مستعدين للتحرك ضمن منطق تسوية سلمية. وتظاهر عشرات الآلاف من السوريين في انحاء سوريا امس الجمعة تحت مسمى اطفال الحولة مشاعل النصر بدعوة من المعارضة تكريماً للاطفال الذين قضوا في مجزرة الحولة في 25 مايو فيما انتهت ظهراً المهلة المحددة من الجيش السوري الحر للنظام لوقف العنف تحت طائلة التنصل من خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان لحل الازمة في البلاد. وحصلت احتجاجات مناهضة للنظام في محافظات دمشق ودرعا وريفها وحمص وحماة وادلب وحلب ودير الزور والحسكة والرقة واللاذقية بالرغم من الانتشار الامني الكثيف حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى ان القوات النظامية اطلقت النار لتفريق بعض هذه التظاهرات.

واعلن ناشطون امس عن عملية اعدام ميداني في حق 12 عاملاً سورياً على حاجز في ريف القصير في محافظة حمص في وسط البلاد. وقال الناشط سليم قباني من لجان التنسيق المحلية السورية كان العمال في حافلة عندما اجبروا على التوقف على حاجز في ريف القصير. واضاف انه إعدام ميداني لقد قام عناصر الحاجز بتكبيل ايديهم وراء ظهورهم وقتلهم رميا بالرصاص.

وفي مسعى سوري لتحسين صورة النظام على ما يبدو افرجت السلطات السورية أمس عن223شخصاً كانوا معتقلين في سجون سورية وكان 210منهم في دمشق و13في درعا (جنوب) وذلك في حضور مراقبين من الامم المتحدة.