أجواء مسمومة تعيشها المنطقة العربية، سببها ربيع كاذب، وإرهاب قذر يمارسه نظام بشار الأسد في سوريا، وتدخلات سافرة يمارسها النظام الإيراني بملاليه الطائفيين، الدمويين، في أكثر من أرض عربية إما بالاحتلال الجائر، أو بالعمل الاستخباراتي الدنيء.
تبقى المنطقة الأكثر هدوءاً والأشد سخونة في ذات الوقت، منطقة الخليج العربي، نظراً للتهديد الأمني المنظم، والاستهداف المحسوب لهيبة الدول وشرعية حكامها ومصداقية حكوماتها، وتسليط الأضواء الكاشفة على الإخفاق البسيط، والتجاهل الكامل للإنجاز مهما يكن كبيراً ومؤثراً، ونرى هذا بشكل ملحوظ في الحملات الشرسة على السعودية بالتحديد في وسائل إعلام تموّلها دول مارقة.
لست مع نظرية المؤامرة، لكن المؤامرة حاضرة، شئنا أم أبينا في كل حركات وسكنات السياسة، فكيف لا تحضر في تحولات تاريخية قلبت العالم العربي رأساً على عقب، والمتآمر الذي بدأ في تونس، كانت عينه على خليجنا الدافئ، ولم تنجح مساعي التحشيد ومحاولات التأليب، وهذا غيّر خطة الاستهداف.
كيف نحمي أمننا؟ كيف ننجو بوطننا؟ أسئلة يطرحها المحب المخلص، هذا المواطن الذي مهما انتقد واختلف، أو وافق وأيد، يبقى موالياً تحت مظلة الوطن. الجواب، نحمي بلدنا بالإيمان في وحدتنا وثوابتنا الوطنية وهذا أساس قوتنا المستمدة من إيماننا بالله العلي القدير وبشرعه الحنيف، والنجاة من براثن الفتنة تكون في تفهم الواجبات والحقوق، فلا نترك الأوراق بين يدي من يريد الشر بالبلاد والعباد، ليؤلب ويتوعد، بل يجب على الحكوميين قبل غيرهم الحرص على هيبة الدولة، وتنفيذ التوجيهات من دون تراخي، والقضاء على الفساد والتربح، وإحقاق الحق وإزهاق الباطل.
في زمن الكذب والتأليب والخدعة، يعمل المزايدون ممن يطلقون على أنفسهم حقوقيين وإصلاحيين على ضرب مصداقية الحكومة، واستصغار ما تبذله من جهد، والقول علناً في مواقع التواصل الاجتماعي بعد كل إعلان عن عقد حكومي بأن زيداً أو عبيداً من الناس تربح من الصفقة أو المناقصة بلا دليل أو مستند، محاولين التشكيك بكل عمل لإشاعة الإحباط بين الناس، وفي النتيجة أصبح كل من يتعدى على مسؤول حكومي، أو ينتقد الحكومة ولو بالكذب بطلاً يستحق الإشادة، وهذا مؤشر خطير يحتاج إلى دراسة وبحث عميق.
وهنا لا أقول إن كل عمل حكومي منزه من الخطأ ولو كان هذا صحيحاًً لما تأسست هيئة مكافحة الفساد بإرادة ملكية.
أننا نطمح للأفضل، ومن يطمح للأفضل يجب أن يكون صادقاً مع نفسه، نابذاً لكل أشكال النفاق وتجميل البشع، نريد مجتمعاً واعياً متنوراً يدرك مخاطر هذه المرحلة، ويعرف جيداً التوجهات الحكومية ويتفاعل مع الرؤية الوطنية، لتحقيق التنمية وحماية أمننا واستقرارنا.
في ظل الأزمات والقلاقل من حولنا، الأفضل أن نهتم بوطننا أولاً، وأن لا يدخل المواطن في صراعات تجري هنا أو هناك بعيداً عن غطاء الدولة، وفق القانون والأنظمة، ففي ديبلوماسيتنا النشطة كل الخير، وهي تعبر عن مشاعر ورأي الشعب الذي يوافق الرأي الرسمي في الشؤون السياسية الراهنة.
لا نريد دفع أثمان باهظة دفعناها في الماضي، وعلينا أن نعرف عدونا وكل من يعاونه ويسانده، ولا نسير خلف “الشعاراتجية” و”البياناتجية” مهما كان توجههم، فلكل منا عقل ورأي وضمير.
Towa55@hotmail.com@altowayan