** بدءاً ندرك أنّ لدى الآخرين منجزات كما لدينا!.
هذا صحيح لكن غير الصحيح أن نستهين بمنجزاتنا عندما نقارنها بمنجز الآخرين!.
لكم يسوءني عندما أغشى مجلساً أو أقرأ مقالاً فأسمع أو أقرأ المقارنة غير العادلة بين ما يحصل في بلادنا من منظومة شاملة، وبين ما لدى بعض البلدان أو بلد معيّن لا تصح المقارنة بينه وبين ما يشمخ على أرضنا وما يتم في وطننا من منارات جامعاته إلى منائر جوامعه وصروح مستشفياته وشرايين طرقه إلخ.. فضلاً أنّ المقارنة أصلاً غير صحيحة، فالمقارنة تكون بين متماثلين وليس بين مختلفين مساحة وسكاناً وحتى منجزاً!.
إنّ الإعجاب بمنجز الآخر والاستهانة بمنجز الوطن هو ضرب من الاستلاب وينطبق عليه المثل (زامر الحي لا يطرب).
إنّ كل مواطن غيور في هذا الوطن الأبهى يزعجه عندما يسمع أو يقرأ جلداً لذات الوطن يشي بغمط مشروعاته والتنكُّر لها.
حضرت مناسبة كان ضيفها سمو الأمير الكريم: سطام بن عبد العزيز، ودار الحديث فيها عن منجزات الوطن، وتحدّث سموه - بغيرة المواطن - عن خطأ المقارنة بين مشروعاتنا ومشروعات بعض البلدان القريبة لتفوق ما لدينا عدداً وحجماً وانتشاراً، وطالب سموه ألاّ نبخس بلادنا حقها في ظل انبهارنا بما لدى الأوطان الأخرى، إلى درجة تجاهل الحراك التنموي الكبير الذي حوّل مدننا إلى ورش عمل وإنجاز وبناء.
إنّ الحديث عما يدور في بلادنا من مشروعات والفخر بها لا يجيء من منطلق عاطفي، ولكن من خلال منطلق واقعي، كما أنّ هذا لا يعني أننا بلغنا وحققنا كل ما نريد، فنحن بقدر ما أنجزنا نتوق بل ونسعى قيادة ومواطنين إلى منجزات أخرى عديدة وكبيرة لنشر أشعة شمس التنمية فوق كل جبل وسهل، ولنكون في زمالة دائمة مع الأكثر تقدماً.
****
=2=
** الله: ما أبهاه من إيثار
** من تراثنا الخالد شدّتني هذه القصة التي فيها كل العبرة وصدق التجربة:
جرى بين محمد بن الحنيفة وبين أخيه الحسين بن علي رضي الله عنهما كلام افترقا بسببه متغاضبيْن، فلما وصل محمد إلى منزله، كتب إلى الحسين رقعة وكتب فيها:
(بسم الله الرحمن الرحيم.. أما بعد، فإنّ لك شرفاً لا أبلغه، وفضلاً لا أدركه، أبونا علي، لا أفضلك فيه ولا تفضلني، وأمي امرأة من بني حنيفة، وأمك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كان ملء الأرض نساء مثل أمي ما وفين بأمك فإذا قرأت رقعتي هذه فالبس رداءك وتعال لتترضّاني، وإيّاك أن أسبقك إلى هذا الفضل.. فلبس الحسين رداءه وجاء إلى أخيه محمد وترضّاه).
والسؤال: مَن كريم الشمائل الذي يستطيع أن يكون مثل محمد بن الحنيفة أو الإمام الحسين رضي الله عنهما..؟!.
****
=3=
** الميدان والنجاح..!
** لا أدري لماذا يحرص البعض منا على تهميش دور الآخرين أو حتى إلغائه وكأنّ نجاح الواحد منا لا يكون إلاّ إذا كان وحده بالميدان..!
ألا يمكن أن يكون النجاح جماعياً, والفشل فردياً..!
****
=4=
- آخر الجداول -
** للشاعر: إبراهيم العواجي:
(كلما خلت بالمسافات تنأى
صرت أدنو إلى رحابك أدنى)
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi