منذ سنوات ليست بالقليلة والنصر يحاول مجاراة منافسيه القدامى باستقطاب لاعبين من فئة العواجيز ومتوسطي المستوى وأحياناً دون ذلك المعدل ، ويحجم في الوقت نفسه عن بناء فريق من أبناء المدرسة التي يصرف عليها ضعف ما تصرف الفرق المتقدمة مفضلاً الاستمرار في مغامرة الاستقطاب غير المدروس ، ما جعل النادي يغرق في الديون ويخسر الداعمين فرادى وجماعات، ويتراجع مستواه الفني من موسم لآخر مسجلاً انحداراً مقلقاً لأصحاب القرار والمدرّج الأصفر.
وبين الأزمة المالية التي لم تعرف خارطة الحل الصحيح ، والمكابرة على استقطاع البطولات من أمام الأقوياء بلاعبين ومدربين دون المستوى ، تقع إدارات النصر المتعاقبة في مأزق الحرج الجماهيري العام، لتجد نفسها في كل مرة عاجزة عن بلوغ الخطوات الأمامية ومجبرة على العودة للمربع الأول.
في الموسم المنصرم مثلاً ، عملت إدارة النادي على استقطاب مالك معاذ وعدنان فلاتة ووليد الطايع وطلال عسيري وعبد العزيز فلاتة وعبد العزيز السعران وسلطان طميحي وأحمد الزاهري وخالد عزيز وخالد الغامدي من السوق المحلية، وباستثناء عزيز والغامدي فإن الفائدة الفنية كانت معدومة من الأسماء الثمانية الأولى يُضاف لهم العناصر الأجنبية التي تم انتدابها في فترتي السوق الصيفية والشتوية بل إن النادي دفع ثمن ذلك مزيداً من الديون والمزيد من التراجع الفني وقبل ذلك المزيد من القهر الجماهيري.
في الفرق العالمية التي تحتل مكانة جماهيرية ولها تاريخ مع البطولات عندما تقع في ظروف مشابهة لحالة النصر فإن قرارها لاستعادة مكانتها يكون تحدياً مدروساً بالزمن والخطط ، فالنادي الذي يمتلك المال يسارع لجلب أفضل العناصر من لاعبين ومدربين مثلما فعل ريال مدريد حتى يواجه مدرسة الفن المكتمل برشلونة ، والأندية التي لا تمتلك تدفقات مالية تساعدها على الحل السريع تلجأ لإقصاء ديونها حتى لو كان الثمن بيع أفضل اللاعبين ومن ثم تبدأ إعادة التأهيل من الصفر بدلاً من اللجوء للاعبين متوسطي المستوى أو من العواجيز ، وهذه الفئة عادة تضمن العودة بعد سنوات قد تكون 3 أو 4 المهم أنها تسير في الطريق الصحيح لتستعيد قواها كاملة.
النصر يمتلك قاعدة جيدة من اللاعبين الأولمبيين والشباب ، لذلك لا يوجد مبرر في ظل العجز الحقيقي عن تسديد الديون وبناء فريق قوي في نفس الوقت أمام إدارته التي تصر على البقاء حتى نهاية فترتها عن خيار البدء من الصفر ، بالاعتماد على الصف الأولمبي والشباب ودعمهم بأربعة أو خمسة لاعبين من الفريق الحالي بجانب البحث عن رباعي أجنبي على الأقل يكون بينهم لاعبون على قدر كبير من الإمكانات ووضع خطة معلنة لهذه المجموعة غير قابلة للتغيير الجذري لا تقل عن 3 سنوات مع مدرب غير «ماتورانا» حتى تتضح صورة الفريق بدلاً من التغيير السنوي الذي أثبتت الأيام فشله الذريع وتسببه المباشر في الأزمة المالية الجاثمة على صدر النادي.
نقاط متفرقة
* بجانب العدة الفنية التي يحتاجها فريق النصر الأول، يحتاج أيضاً لتغيير جذري في الجهاز الإداري الذي يتعامل مع اللاعبين من خلال استقطاب أسماء لم يسبق لها الظهور في المشهد خلال السنوات العشر الأخيرة على الأقل وفرض انضباطية تعيد الهيبة التي كان عليها النصر في عهد رمزه.
* لن يكون معيباً لإدارة النصر إذا كانت غير مقتدرة على مواجهة العجز المالي اللجوء لبيع لاعبين بقيمة غالب أو السهلاوي وريان إذا كان المردود سيساهم في إغلاق الملف العاصف بكل آمال النصراويين منذ سنوات.
* بعد تجربة القريني والسويلم ومن قبلهما علي كميخ والآن العثمان ، النصر بحاجة للتغيير بمدير فني قوي جداً يتولى المهمة الإدارية والفنية بشرط أن تكون ميزانية الفريق المالية جاهزة.
* في حالة النصر.. المستشار الأجنبي أفضل من المحلي!!.