أقرأ العديد من المواضيع المتعلقة بالصحة عبر صفحات «الجزيرة» ومن هذا المنطلق أحببت الحديث عن وضع مستشفى الزلفي العام.
إن مستشفى الزلفي كان منذ سنوات يعاني، فهو عبارة عن مستوصف كبير بمسمى مستشفى بمعنى أن معظم الحالات الواردة إليه تحول لمستشفيات المجمعة وعنيزة وبريدة، لم أقل الرياض ومستشفياته المتخصصة والرائدة، بمعنى أن تحول لمحافظة مجاورة أقل بكثير كثافة سكانية؛ فهذا دليل ضعف كبير في المستشفى!!.
ولكن في الآونة الأخيرة، وفق الله المستشفى بإدارة عامة وطبية ساهمت في رفع مستوى كفاءة المستشفى، فلم يبق إلا نظرة من قبل وزارة الصحة، وسوف أذكر أهم ما ينقص المستشفى:
أولاً: لن أقول نريد قسما ومبنى خاصا بالنساء والولادة يتواجد به استشاريات وأخصائيات نساء وولادة، وأتمنى من وزارة الصحة أن تلاحظ معدلات الولادة بالمجمعة وبريدة وعنيزة، وتلاحظ من أين أتوا، فالمواطن إذا حان موعد الولادة يذهب إلى المحافظات المجاورة والتي يتوافر بها استشاريات وأخصائيات، وليس استشاريين وأخصائيين نساء وولادة، فمستشفى الزلفي معظم أوقاته إما أن يكون المناوب أخصائي أو أن طبيبتي النساء بإجازة، فلا أدري: لماذا يتم استقدام أطباء نساء وولادة وتوزيعهم على المستشفيات، فالأولى استقدام الطبيبات. فكلنا أمل أن يتم فتح قسم بمستشفى الزلفي خاص بالنساء والولادة وكادره نسائي 100% كما هو الحال في مستشفيات النساء والولادة الأخرى.
ثانياً: عند زيارة وزير الصحة لمستشفى الزلفي أمر بتوفير جهاز أشعة مغناطيسية، وكانت زيارته قبل سنة ونصف، وإلى لحظة كتابة هذه الكلمات لم يتم توفيره، وهو مطلوب وبكثرة فحالات كثيرة يتم تحويلها للمجمعة من أجل الأشعة!.
ثالثاً: هناك أطباء في تخصصات أخرى لا وجود لهم في مستشفى الزلفي، ولا شك أنه من الضروري أن يتواجدوا، ومثال ذلك استشاري مخ وأعصاب وغيره من التخصصات التي يجب أن يوجد ولو طبيب واحد فقط منها.
رابعاً: قسم العلاج الطبيعي للأسف بإمكانيات وكوادر محدودة، فهو قسم تأهيل مهم وأحياناً يشكل أكثر من 60% من العلاج وللأسف أن القسم بالمستشفى على حالة منذ سنوات وتطويره أصبح ضرورياً.
خامساً: هناك بعض التحاليل لا يمكن تحليلها في المستشفى وهي هامة وضرورة كتحليل فيتامين د، وغالباً من يحتاجه هم النساء وكبار السن، فيضطرون للسفر من أجل تحليل لا يستغرق ساعتين، ومما يتضح أن المختبر يعاني من شح في الكوادر والأجهزة.
تلك أهم ما ينقص مستشفى الزلفي، البعض وليس الكل، المهم وليس العموم، وليعلم مسؤولي الوزارة أن محافظة الزلفي هي ثاني أكبر محافظة في منطقة الرياض بعد الخرج، فالكثافة السكانية عالية والمراجعين كُثر والملفات بعشرات الآلاف، فيجب أن تسارع الوزارة في تلبية مطالب الأهالي ومعرفة احتياجات محافظاتهم، وأتمنى أن يتم عمل دراسة وافية من قبل الوزارة على جميع المستشفيات ومعرفة الحالات المحولة، والحالات الإسعافية من أين مصدرها، لكي توفر لكل منطقة احتياجاتها على أكمل وجه.
خالد سليمان العطا الله - الزلفي