على الصفحة 11 من العدد 14463 من جريدة الجزيرة طالعت الآتي: «قصر النظر هو أحد عيوب الإبصار...» وأجدها مناسبة للحديث عن أشهر آلات التصوير «التصوير الفوتوغرافي والتصوير السينمائي وغيرهما كالتصوير الرقمي» وذلك لأن إيجاد العلاج لقصر النظر قد تم لأول مرة في تاريخ البشرية عام 1400م في أوروبا، فقد صنعوا العدسات المحدبة ودرسوا خصائصها العجيبة «الكاسرية للعدسة وبُعدها البؤري.. وغيرها» ولما عالجوا حالات قصر النظر اكتشفوا شيئاً عجيباً وهو تراكب العدسات مما ولّد التلسكوب وذلك عام 1490م وجاليليو الإيطالي من أشهر من صنع التلسكوبات وتمكّن لأول مرة من رؤية أقمار المشترى.
وفي عام 1810م تمكن علماء من اكتشاف نوع جديد وهو العدسات المقعرة وهذه ضرورية لقلب الصورة، فتلسكوب جاليليو كان بالمقلوب، ولكن الأجسام الدائرية لا يؤثر فيها أن ترى بالشكل الصحيح أو المقلوب كالنجوم والكواكب، وتستطيع أن ترى بيضة عصفور بالمقلوب فلا يهم ولكن الأجسام كالشجرة يختلف فيها المنظر. وهذه العدسة المقعرة لا توجد في العين البشرية ولا حاجة لوجودها فعملية قلب الصورة تتم في المركز البصري في الدماغ. وفي عام 1827م تمكن علماء الكيمياء من اكتشاف صبغات كيمائية كالبروميدات والكلوريدات وغيرها تحفظ الصور كما أن البلاستيك وهو شبيه بالزجاج وشفاف وينطوي على شكل لفائف في بكرة قد مكّن من صنع السينما والكاميرات الفوتوغرافية وبقي القول أن الصور نوعان هما:
1- الصور التي ينطلق منها شعاع ضوئي فيمكن رؤيتها بمرآة حيث تنعكس عن المرآة باتجاه عين المشاهد، وهذا النوع من الصور يمكن تصويره بجميع آلات التصوير السينمائي أو الفوتوغرافي.
2- صور لا ينطلق منها شعاع ضوئي، وهي نوعان:
أ/ الأخيلة المتكونة في الدماغ.
ب/ الأحلام. وهذه لا يمكن تصويرها حيث لا يصدر منها شعاع ولا يمكن رؤيتها بمرآة.
وبهذا يتضح أن قصر النظر كان سبباً مهماً للوصول إلى عالم التصوير بأنواعه.
مزيد جميل - الرياض