الإجازة بدأت بالفعل للغالبية الذين أطفالهم في المرحلة الابتدائية بينما بقي أيام قليلة للإجازة الرسمية للطلاب في المراحل المتوسطة والثانوية والجامعة الذين مازالوا يقدمون اختباراتهم، وبالتأكيد خططت الأسر مسبقا لمكان تمضية الإجازة الصيفية الطويلة التي يتوسطها الشهر المبارك مما يجعل الأسرة تفضل السفر في بدايتها.
هذا يترك لنا فسحة للنقاش في هذا الحدث السنوي الذي يمر هذا العام بمطبات سياسية تمر بها المنطقة يجعل الخارطة السياحية أقل مساحة والخيارات أقل من المتاح سابقا حيث بطبيعة الحال تعاني سوريا ومصر الوجهة السياحية الأولى برأيي للسواح الخليجيين بالذات اضطرابات أمنية وعدم استقرار قد يجعل هذا الخيار مستحيلا ومن ثم لبنان التي يهدد موسمها السياحي كل عام وفي ذات الموعد هذا القلق من اضطراب أمني وإمكانية حدوث صدام أو ما شابهه، كذلك مدينة الحمامات تونس التي مازالت تحاول ترتيب شأنها الداخلي بعد الربيع العربي الذي شهدته البلاد، لذلك تبقى الخيارات العربية السياحية هي الأقل مستثنين هنا الأردن التي ينشط موسمها السياحي ما بين البحر في العقبة والعلاج والاستطباب في البحر الميت والآثار في البتراء والطبيعة الساحرة والأجواء الملائمة في جرش ودبين وإربد وغيرها من الأماكن حيث لا يشعر السائح السعودي أو الخليجي بالغربة فيها نظرا للعادات والطبيعة الاجتماعية المتشابهة معها.
في ظل ما ذكرت سابقا أعتقد أن السياحة المحلية هي الخيار البديل حيث لا أبالغ إن قلت بأن في المملكة مناطق سياحية من الدرجة الأولى تجلب السياح الأجانب والباحثين في التراث والتاريخ فكيف بابن المملكة؟!
المملكة تقع على مساحة تتنوع تضاريسها فهي ساحلية تارة على البحر الأحمر والخليج العربي وجبلية تارة أخرى، وتمتد مساحات. شاسعة ما بين سهول ممتدة إلى صحاري شاسعة ويتنوع مناخها حتى أن بعض المناطق موسمية أمطارها وغيمها يكاد يعانق جبالها.
طبيعة مثل هذه إن قسى حرها في بعض المناطق فإنها تدهشك بجو ربيعي في مناطق أخرى تظلل السحب شمسها فتطفئ حريقها، وكلنا نعلم الجهود الكبيرة التي تقوم بها هيئة السياحة والآثار بمشاركة إمارات المناطق لصيف سياحي وتنشط الجهود لتأهيل المناطق التراثية والأثرية للزيارة والتعرف على تاريخ المكان وحكايته، والمدن الترفيهية والأسواق التجارية والمقاهي والمطاعم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا:
هل حقا سنبدأ من حيث انتهى الآخرون مستفيدين من التجارب والأخطاء؟ أم ستكون البرامج بدائية لا ترتقي لحجم المناسبة وكل الأسباب التي من الممكن أن تجعل من مملكتنا قبلة سياحية ناجحة من الدرجة الأولى ولو على مستوى السياحة الداخلية؟
هل يمكن أن تضع الجهات المسؤولة سقفا لأسعار الفنادق والشقق التي نتفاجأ بها أغلى بكثير من فنادق عالمية في دول ترتفع بها مستوى المعيشة لحد كبير؟
هل هناك معايير للنظافة والجودة؟ وهل هناك عقاب لمن لا يتقيد باللوائح؟
المطاعم التي تحمل اسم وكالات عالمية هل ستلتزم هي الأخرى بالجودة فلا نتفاجأ بلحم غير مطهو جيدا، أو بطاولات لزجة بالأوبئة وبقايا الطعام، وبعمالة غير مدربة على العمل بمطاعم بل هي عمالة لشؤون أخرى كما صرح لي احد العاملين في مطعم معروف عندما أبديت له امتعاضي عن تدني مستوى الخدمة المقدمة ورداءة الطبخ!!
أتمنى فعلا أن تجذب السياحة الداخلية المواطنين والمقيمين بما يجنبهم خطر السفر في ظروف تعيشها المنطقة وبما يسعدهم بسحر الطبيعة والآثار.
من آخر البحر
كل الطرق
مسراها قلبك
وكل النساء أنا
mysoonabubaker@yahoo.com