من المؤسف حقا مصرع سكرتير فرع جمعية المدينة المنورة بسبب انهيار سور الجمعية عليه ومن المحزن أن يحدث مثل هذا الحادث لأحد منسوبي الثقافة أو لأي مواطن بالمملكة فقد دمعت الأعين لوفاة هذا الرجل ومن المؤلم أكثر أن يحدث هذا المشهد (مع إيماننا بقضاء الله وقدره) من انهيار للجدار في الوقت الذي يتم فيه إعلان أن المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية.
هذا الأمر يكشف لنا مستوى الاهتمام بالثقافة وببنيتها ومقارها، فأي فقر تعيش فيه الثقافة في بلد من أغنى بلاد العالم وأي جمعية تمثل أبرز وجوه الحضارة وهي تستقبل يوم ميلادها الأربعين، لا تملك مبنى واحداً مؤهلا لثقافتها وفنونها.
فمركزها الرئيسي فروعها مستأجرة بلا استثناء تفتقر لكل متطلبات الإبداع فلا مسرح يليق بعطاء المسرحيين ولا قاعات عرض تتسع لفنون التصوير والفنون التشكيلية ولا قاعات اجتماعات تليق بمن يحرص ويسعى للتطوير والارتقاء بفعاليات المثقفين والفنانين..!.
فمتى تحظى ثقافتنا بما تحظى به أنشطة أخرى لا تقل عنها الثقافة شأناً إن لم تزد..
وأي تميز أو تفوق يمكن أن تحققه ثقافة لا تزيد ميزانيتها عن 30 مليون ريال كما صرح بها المسؤول عنها، شاملة النوادي الأدبية وجمعيات الثقافة ونشاطات الوكالة من معرض للكتاب وملتقى المثقفين وملتقى الكتاب والأدباء ومعارض الوكالة للفنون البصرية ومسابقاتها من التشكيليين والخطاطين والنحاتين والمصورين الفوتوغرافيين وفنون المسرح واستقبال الوفود الخارجية ومشاركات الوكالة في المناسبات الثقافية بالخارج وست جمعيات فنية تابعة للوزارة من التجمعات المدنية..!!
رحم الله سكرتير الجمعية ودعائنا لثقافتنا بمستقبل تتجاوز به محنتها، فالمبدعون لا يملون ولا ييأسون بقدر ما يضعون التفاؤل مشعلا لعطائهم وأملا بأن تتحق للثقافة ما تستحقه وما يوازي أهميتها.
jalal1973@hotmail.com
twitter@jalalAltaleb