يا قومَنا لا تهْتكوا الأستارا
لا تُشْعلُوا بين القلوب النَّارا
لا تفتحوا بابَ الخلافِ فإنني
أخشى على البنيانِ أنْ ينهارا
لا تَرْشُقوا بعضاً بأحجارِ الهوى
إنَّ الهوى ليُدَنِّس الأحجارا
لا تقطعوا حبل المودَّةِ بينكم
لا تدْعسوا في الرَّوْضَةِ الأزْهارا
شجرُ التآلفِ والتكاتُفِ لم يَزَلْ
يُعطي برغم السَّافيات ثمارا
شجرٌ تعاهَدَهُ السَّحابُ بغيثه
إنَّ السَّحابَ ليُنْعِش الأشجارا
يا قومنا في العصرِ إعصارٌ فلا
تسْتجلبوا لبلادنا الإعصارا
أوَ هكذا نجني على أقلامنا
وبها نُثير من الخلافِ غُبارا؟!
أوَ هكذا والأرضُ تُنكرُ ما ترى
نُجري على أشجارنا المنْشَارا؟!
ما بالكم يا قومُ صرتُم كالذي
يهوى الظَّلامَ ويكرهُ الأنوار؟!
ما بالكم طِرْتم بأجنحة الهوى
وهي التي يهوي بها مَنْ طارا؟!
ما بالكم تتراشقُون كأنَّما
صارتْ رقابُ المنصفين قِصارا؟!
لا تجعلوا التَّغريبَ يهدم ما بنى
إسلامُنا أوْ يمسحُ الآثارا
فالغرب يرسُم للمصالح غايةً
عظمى، بها يستجلبُ الدُّولارا
إنَّ الصَّداقةَ عنده أرجوحةٌ
يلهو بها كي يصرفَ الأنظارا
بفم المصالح والمطامع لم يَزَلْ
يهذي ويرسُمُ خُطَّةً وحوارا
فإذا رأى عزْم الفريسة واهناً
كشفَ القناع وحطم الأسوارا
الغربُ يفترس الصديق كأنَّه
وحشٌ وينسى صُحبةً وجوارا
يا قومنا إنَّا لنملك ثروةً
من ديننا لا تُعجبُ الكفارا
لولا إضاءةُ ديننا ما صافحتْ
شمسُ المودَّة بيننا الأبصارا
في راية التَّوحيد رمزُ محبَّةٍ
يحمي القلوب، ويحفظ الأفكارا
جمعتْ شريعتُنا القلوبَ وأسرجتْ
خيل اليقين، وصدَّت الأشرارا
إني أقول، ورائدي في منطقي
أني أحبُّ الخير والأخيارا
يا ساكني أرض العقيدةِ والهُدى
والوحْي والبيتينِ حيثُ أنارا
مُدُّوا أياديكم بروح مودَّةٍ
وتصافحوا وتبادلوا الإيثارا
قالوا: الصَّحارى قُلْتُ إنَّ قلوبنا
هي - حين ينعدِمُ الوفاءُ صحارى
تغدو القلوبُ بحبِّها ووفائها
روضاً وتغدُو بالجفاءِ قِفارا
ما وُحِّدتْ هذي البلادُ وأهلُها
إلاَّ بمن جَعَل الإخاءَ شِعَارا