الرياض - مشعل الشتيلي:
النظرية النسبية لأنشتاين وقانون نيوتن للجاذبية كلها فتوحات علمية بحسب الدكتور عبدالعزيز الجربوع. وبالتالي فإن «قانون الجربوع للمربعات الأربعة أيضا واحد من هذه الفتوحات». هكذا قال لي عندما التقيته واصفا كتابه بأنه «سيغير وجه العالم ويحوز عليه جائزة نوبل» .
قصة حياة الدكتور الجربوع مليئة بالتحديات والعبر، فعجزه عن اختيار التخصص المناسب تسبب في انقطاعه عن الدراسة منذ الصف الأول متوسط، إلا أن ذلك كان دافعا له لاكتشاف قانون يقول إن وزارتي التعليم العالي والتربية لو طبقتاه لكفاهما مشقة اختبارات القياس والقبول.
ويقول الجربوع إن تجربته العملية بدأت في مؤسسة والده للمقاولات: «لقد كانت تجربة مدهشة حقا، فقد زرعت في دواخلي حب المساحة الذي تخصصت فيه لاحقا. علمتني هذه التجربة التعامل مع أكبر المعدات وأثقلها (الشيول، الكرين). ومع ذلك فقد كان ثمة هاتف داخلي يحثني دائما على العودة لمقاعد الدراسة وهو ما تحقق فعلا بعد 4 سنوات».
حصل الجربوع على بكالوريوس الهندسة المساحية من الولايات المتحدة الأمريكية ثم الماجستير مع مرتبة الشرف الأولى في المساحة عن أطروحة (تطبيقات نظرية المربعات الأربعة للتنمية البشرية على المحاور الثلاثة) ودرجة الدكتوراه في الهندسة المساحية في ابتكار ( قانون المربعات الأربعة).
22 عاما أمضاها الجربوع في الولايات المتحدة، ويقول إنه خلال تلك السنين نذر نفسه للعلم: «كانت النتيجة 38 نظرية خلال مرحلة الماجستير بلورت جميعها لتشكل قانون المربعات الأربعة الذي رسخ لمفهوم (أخبرني ما فصلك أخبرك عن تخصصك)».
توزع نظرية الدكتور الجربوع التخصصات الأكاديمية على فصول السنة، طبقا لمسح إحصائي أجري على جميع الفائزين بجائزة نوبل وسجلات الخريجين من جامعة نيومكسيكو منذ عام 1954وحتى عام 2000. كما أجري المسح كذلك على عدد من الدول ومنها السعودية.
وتعتمد النظرية على تحديد التخصص الأكاديمي عن طريق تاريخ الميلاد ومطابقته مع الفصل المداري: «كانت نسبة النجاح تصل لـ 85 %، واثبت هذا المسح أن مواليد الشتاء يندرجون ضمن المساق العلمي البحت ويبدعون في (الرياضيات - الطب البشري - الكيمياء.. الخ)، فيما يقع مواليد الربيع ضمن المساق الأدبي غير البحت (علوم، سياسة، إعلام.. الخ). وتصف النظرية مواليد الصيف بأصحاب النزعة الأدبية البحتة (قانون، اقتصاد، لغة عربية.. الخ)، أما مواليد الخريف فهم بارعون في (الحاسب الآلي، طب الأسنان، الصيدلة.. الخ)».
لكن ألا يتشابه هذا التصنيف مع مبادئ علم التنجيم والأبراج؟ يرفض الجربوع هذه الفكرة، بل ذهب شوطا أبعد حين عنون لكتابه بـ (لا للتنجيم): «النظرية علم لا يمت لأوجه الخرافة التي تقوم على التنبؤ بالأبراج، فقانون الفصول الأربعة يطبق على الكل بمجرد معرفة تاريخ الميلاد».
يضيف: «على سبيل المثال أنت أخبرتني أنك من مواليد 4 أغسطس. إذا أنت وباراك أوباما ويوسف القرضاوي وتركي الدخيل تحملون نفس السمات. كلكم من مواليد نفس الفصل وتحملون النزعة الأدبية البحتة وتبرعون في مجالاتها».
ويراهن الدكتور الجربوع، على أن نظريته هذه ستجد حظها من القبول العالمي، مؤكدا أنه يسعى جاهدا إلى تتويج جهده العلمي بجائزة نوبل: «ليس لمجد شخصي أو لربح مادي، إذ لو رغبت ذلك لما أتحت الكتاب للتحميل المجاني عن طريق رابط صفحتي في الفيس بوك. جل مشكلاتنا تكمن في وجود الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب. صحيح أن وزير التعليم العالي شكرني لكنني أطمح لتفعيل القانون وتطبيقه عمليا حتى تعم الفائدة. وما تم حتى الآن هو اجتهاد شخصي كلفني مئات الآلاف وأصبحت الآن في وضع مادي لا يمكنني من نشره».