الخطوط السعودية، انكوى بنارها الكثير من المواطنين، وانتقدها الكثير.. وأنا اليوم لن أزيد على ما قيل، وفي المقابل لن أمدحهم، وهم يستحقون المديح بعد التطورات التي بدأنا نلمسها منذ تسلُّم المهندس خالد الملحم لهذا الصرح الذي ما زلنا نتمنى أن يكون عظيماً يوماً ما، مقالي اليوم يتطرق إلى نقطة واحدة يبدو أن الخطوط السعودية لم تدرجها ضمن خطط التطوير، أو ربما أنها أدرجتها في خططها وأبقتها على ما هي عليه، وتكمُن الطريقة في أن تقوم الخطوط بالاستثمار في بناء نظام آلي جديد يسمح لك بسداد قيمة التذكرة عن طريق الهاتف أو الصراف أو نقداً ولكن لا يمكنك استرداد حقك إلا بصعوبة بالغة مما يجعلك في كثير من الأحيان تُفضل أن تخسر أموالك على أن تذهب لاستردادها.
عندما تشتري تذكرة درجة أولى إلى أي مكان وتتفاجأ بأن الطائرة تغيرت لتصبح كلها درجة ضيافة فإن المطار يختم لك على فرق التخفيض ويحملك عبء الخطأ، فعند وصولك لوجهتك تطالبهم بالفرق فيطلبون منك أخذ الفرق من المدينة التي ختمت لك تخفيض الدرجة، تعود من إجازتك بعد شهر وتذهب إلى مكاتب الخطوط فتجد الازدحام ، وبعد الانتظار الطويل ربما ينصحك الموظف بالعودة للمطار، تذهب للمطار فيطلبون منك العودة إلى مكاتب المدينة، وتنشغل لعدة أيام ثم تعود لهم فيخبرك الموظف بأن مدة الاسترجاع التي هي 60 يوماً قد انتهت ولن يتم رد أموالك. حق العميل يسقط بالتقادُّم حتى وإن كان بآلاف الريالات إلا أن حق الخطوط في الفروقات لا يسقط ولو كان عشرة ريالات.
أتساءل كيف يُمكن لنظام آلي قيمته تقارب نصف المليار أن يعمل حجوزات ويخصم أموالاً من بطاقة الائتمان ويلغي حجوزات وغيره من الخدمات المعقدة ولكن لا يمكنه أن يعيد لك أموالك المتبقية من تخفيض الدرجة أو من استرداد قيمة التذكرة. كيف يُمكن للخطوط أن ترغم المرأة أو الرجل المسن أو أي أحد إلى الحضور لمكاتبها والانتظار لساعات لاسترداد أموالهم. ألا يستطيع هذا النظام أن يرد الأموال مباشرة إلى حساب العميل البنكي أو حساب بطاقة الائتمان، ألا يستطيع هذا النظام أن يجعل لك حساباً دائناً بحيث تستطيع أن تستعمله مستقبلاً في شراء أي تذكرة بالهاتف بدون أن تذهب لمكاتب الخطوط.
BawardiK@