بدأ برنامج حافز لإعانة الباحثين عن عمل منذ أشهر ودارت حوله الكثير من النقاشات والحوارات، تحدث البعض عن دوره السلبي ومحدودية حلوله وفيما رآه آخرون على أنه تطبيق إيجابي وحق مشروع لشبابنا بأن يجدوا فرص العمل المناسبة لهم.
وفي هذا المقال لا أريد أن أكون في صف أحد من تلك الأطراف، وسأنظر للجانب الإيجابي من أي عمل وطني ومحاولة دعمه لتحقيق الأهداف الوطنية المستدامة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن على حد سواء، ومحاولة تلمس طريق جديدة للاستفادة من حافز لقطاعات أخرى، تتعدى قطاع الأعمال.
المملكة العربية السعودية وخلال تاريخها تشهد على حب الناس للعمل الخيري، سواء بشكله القديم أو بشكله الحديث الذي يقوم فيه الشباب من الجنسين برسم لوحة جميلة للعمل التطوعي الذي أساسه تعاليم دينهم ومحركه خدمة مجتمعهم. فالفرق التطوعية كثيرة جدًا على امتداد المملكة وفي جميع مناطقها، وأعتقد أن تفصيل برنامج حافز من ناحية مناطق المتقدمين يتناسب إلى حد كبير مع عدد الفرق التطوعية الموجودة في تلك المناطق.
أرى أن يتعدى برنامج حافز النظرة التقليدية لإعانة الباحثين عن عمل، إلى أن يوصلنا إلى تحفيز هؤلاء المتقدمين إلى الانخراط في مجموعات تطوعية تسهم في دفع عجلة ذلك القطاع وتساعد القائمين على تلك المجاميع للاستفادة من طاقات بشرية متفرغة تساعدهم على التركيز في مبادراتهم بشكل أكبر، خصوصًا وأنها -تلك المجموعات التطوعية- لن تتحمل أعباءً ماليةً من جراء توظيف أولئك المتقدمين.
على الجانب الآخر فإن المتقدمين لبرنامج حافز سيجدون أنفسهم في عمل له أجر الدنيا والآخرة، وسيكون لهم الفرصة في تعلم ثقافة العمل وثقافة الالتزام والدخول في عملية تنمية لقدراتهم الشخصية وخبرتهم العملية، التي بلا شكَّ أنها ستفتح لهم أبواب فرص عمل أفضل في القطاع الخاص، وأنا على يقين أن دخولهم في العمل التطوعي الخيري سيجعل منهم مواطنين صالحين يسهمون في تنمية وطنهم والتعرف على طريق جديد للبذل في سبيل الخير والنماء لمجتمعاتهم، وستكون نظرة المجتمع لهم على النقيض تمامًا مقارنة بكونهم «عاطلين» عن العمل، ليصبحوا مواطنين «عاملين» على خير الدنيا والآخرة، حتى وإن كان لهم أجر مادي مقابل ذلك.
أتمنى صادقًا أن تنظر وزارة العمل إلى هذا الباب الواسع الذي سيكون له بإذن الله آثار إيجابية تتعدى بكثير الجانب المادي لحافز.
albadr@albadr.ws