أزعم أنّ الجوّ العام للاختبارات اختلف، زعمي أنّ السياسة المتّبعة للاستذكار تغيّرت..!! ربما بسبب تراجع مستوى التعليم، وعدم وضوح الهدف، وجاهزيّة النتائج، ولامبالاة الطالبات والطلبة، وانحسار اهتمام الأهالي،
ورعونة ثلّة من الكادر التعليمي، بجانب تساهل أو تسيُّب أو استهتار ثلّة أخرى، وعشوائية الأنظمة التعليمية وقوانينها، وعدم مناسبة المناهج أو محتوى أغلبها مع الزمن الحالي، بمعنى أنّ المناهج التعليمية أبعد ما تكون عن المعاصرة وعن الإسلام المعاصر. أزعم أنّ الجو العالم للاختبارات تراجع، تناقص، ارتبك، اهتز بعد فقد الهوية، وغياب الهدف!! لن أتعرّض لما مضى من قصور وإهمال وتهاون خلال فترة الأشهر الدراسية ونحن في جوِّ الاختبارات التي لا تفصح عن ملامح واضحة وهي تبدو بمن مهنته ملء الكوب بالماء ثم سكبه دون وضوح الهدف.
هدف الملء.. وهدف السّكب.. وهل يسكب على أرض صلدة، أو على تراب، أو في بحر، أو على ثوب، أو في جوف، أو في عرض الطريق..؟. عندما نتناول الكأس يفترض وجود هدف من التناول.. وفي وجود هدف التناول تتحقق النتيجة المرجوّة..
مثال: أتناول الكأس كي أملأه بالماء البارد لأطفئ الظمأ.
وانطفاء الظمأ يؤمّن صحة وسلامة الإنسان.. حيث لا يمكن لإنسان أن يشرب الماء هكذا لمجرّد الشرب دون هدف، فالهدف يتأسّس قبل تحقُّق الفعل، وبالتالي يصبح للإنسان قيمة تبقى وتستمر بعد غياب الجسد ومواراته الثرى. بيْد أنه وخلف الأسوار المدرسية قليلة هي الأهداف وإنْ ارتفعت نسبة نجاح ونتائج الطالبات والطلاب!!.
قاعة الاختبار فرصة مناسبة للتأمُّل ومحاولة قراءة أهداف الطالبات في تفاصيل ملامحهنّ، امتعاضهنّ، اقتران الحواجب، العبث بالقلم على ورقة الاختبار وعلى الطاولة، تشويه معالم (ستيكر) بيانات الطالبة المثبّت أعلى يمين الطاولة أو أعلى اليسار، النصوص الغنائية أو الشعرية والرسوم أو خلاصة اختبارها، حين تدوّن ذلك على طاولتها توصيفاً لحالتها النفسية بناءً على سهولة الأسئلة أو صعوبتها، وتوصيف من كُلِّفَت بالملاحظة عليهنّ من المعلمات إنْ أتت مرنة أو فظّة غليظة القلب يكدن الانفضاض من حولها!! قاعة الاختبار فرصة للإقرار باختلاف الجوّ العام للاختبارات والطالبة ترحل في سبات عميق بعد أن أدّت فرضها في عدّة دقائق، وقبضت طاولتها في سبات يدلّل على المواصلة والسهر تلذُّذاً بتلك الأيام لا استذكاراً وزيادة تركيز، بدليل أننا نخرج للتسوُّق في وقت متأخر من الليل ونرى الأولاد والبنات في عمر الدراسة مكتظّة بهم وبهنّ المطاعم، والمقاهي، ومراكز التسوُّق والتبضُّع، وبالتالي فالوقت المخصص للنوم هو ما بعد الاختبار مباشرة!! قد تتدخّل منظمة الصحة العالمية وتصف ذلك التصرُّف بالخطر على الصحة والأبدان تدخّل لن يلتفت له.. لماذا؟.. لأنّ الجوّ العام للاختبارات اختلف اختلافاً جذرياً عكسياً وسلبياً خَطِرْ.
bela.tardd@gmail.com -- -- p.o.Box: 10919 - dammam31443
Twitter: @Hudafalmoajil