أقدمت اثنتان وعشرون أسرة على العفو عن قاتلي أبنائها لوجه الله تعالى ثم تقديراً لشفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأبدى خادم الحرمين سروره لهذا العمل الإنساني.
هذا الخبر نشرته وسائل الإعلام المختلفة وهو من دون شك يوضح عمق التوجه الإنساني عند الملك عبدالله والساعين للخير، وقد سبق لخادم الحرمين الشريفين ولأفراد من الأسرة الحاكمة وبعض الوجهاء أن شفعوا في قضايا مثيلة أثمرت جميعها عن إنقاذ أرواح من موت محقق.
إن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن بعد استرجاع الأخبار عن قضايا القتل في مجتمعنا التي عادة ما يكون ضحاياه من الشباب صغار السن سواء من المقتولين أو القتلة هو:
ما الدوافع إلى مثل هذه الجرائم النكراء.
ولماذا كثرت بين الشباب؟
ثم ليس بين الشباب وحدهم بل بين أصدقاء وعادة يكون القاتل أو المقتول معارف تربط بينهما صداقة أو معرفة إلى غير ذلك.
إن هذه الظاهرة المؤلمة يجب أن تدفع الجامعات ومراكز البحوث في المملكة إلى بذل كل الجهد لتمويل دراسات معمقة ميدانية تنطلق من الواقع للبحث في الأسباب التي كانت وراء هذه الأعمال المنافية للأخلاق والدين، فالقتل محرم في الإسلام والاعتداء على النفس كذلك وجزاء القاتل القتل إلا إن عفا أهل القتيل.
إنني أتأمل أن تبادر الجامعات كما أشرت من قبل مثل وزارة الشؤون الإسلامية على وجه الخصوص بأخذ هذا الموضوع ضمن أولوياتها البحثية والبذل عليه بسخاء لأنه يستحق الدرس والبحث فحياة الإنسان عزيزة وانتشار القتل على هذا النحو مقلق ولافت للانتباه.