حريٌّ بنا أن نتوقّف ونتساءل عن المستوى المتميّز الذي ظهر به الهلال أمام فريق بني ياس الإماراتي .. كيف ظهر الأزرق بذلك العنفوان وبتلك القسوة الإيجابية في إستاد الأمير فيصل بن فهد ؟

نفس اللاعبين .. نفس الجهاز الفني .. نفس الجهاز الإداري .. إذا ما الذي حدث ؟ ولماذا غاب الهلال في الكثير من لقاءات الموسم ؟ طالما لديه هذا المخزون الفني الهائل، وقد بدا فريقاً مختلفاً تماماً ؟

هذا هو سر مطالبة جماهير ومحبي هذا النادي بأن يكون حاضراً وبقوة في كل منافسة يشارك فيها .. فالجميع لديهم قناعة أنّ الزعيم لا يضاهيه أيُّ فريق متى ما كان حاضراً بقوّته المعروفة ، فإمكاناته الفردية والجماعية عالية المستوى ولكن يبقى السؤال المحيِّر فعلاً .. وهو لماذا اختفى الهلال في أحيانٍ كثيرة هذا الموسم وهو قادر بإمكاناته أن يظل متميّزاً ؟!!

هل المشكلة في روح الفريق الواحد حينما تغيب يغيب معها الهلال، بسبب عدم تهيئة الفريق من الناحية النفسية والمعنوية لكل لقاء على حدة، وبحسب ما تقتضيه ظروف كل مباراة، أم السبب في عدم قدرة الجهاز الفني على توظيف قدرات اللاعبين، وتسخير إمكاناتهم بشكل صحيح وقراءة الفريق المقابل كما يجب، وبالتالي اختيار التشكيلة المناسبة على ضوء ذلك ؟ أم أنّ عزوف مهاجمي الفريق عن التسجيل وإهدار الفرص في العديد من المباريات شكّل عائقاً محبطاً للفريق ككل ؟ أم أنّ السبب في عزوف جماهير الهلال عن الحضور القوي والفعّال ودعم الفرق ومؤازرته عكس ما كان أمام بني ياس كان هو العنصر السلبي المؤثِّر؟! أم أنّ هناك أكثر من عنصر من العناصر المذكورة كانت هي السبب ؟!!

إنّ من غير الطبيعي أن يتأثر فريق كبير كالهلال لديه كمٌّ من اللاعبين الموهوبين قد لا يضاهيه في ذلك أي نادٍ آخر ، لذا فغياب الهلال أو تفاوت مستواه أمر غير مألوف وغير طبيعي في ظل ما يمتلكه من إمكانات فنية هائلة ، لذا فهذه الحالة الهلالية جديرة بالبحث والتقصِّي وإيجاد الحلول لها تحسُّباً للقادم، ولعلّ ما حدث هذا الموسم تجربة مفيدة إنْ أحسن الهلاليون – وهم أدرى بأحوالهم - دراستها والوقوف على الأسباب بشكل جلي، ومعالجتها وفق ما تقتضيه مصلحة النادي بحيث لا يتكرر ما حدث .. وكما يُقال .. أهل مكة أدرى بشعابها !!!

على عَـجَـل

* رفض الأكثرية من أعضاء مجلس الشورى التصويت على تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة، دليل على عدم إلمامهم الكامل بالجوانب الرياضية ومتطلّباتها الضرورية ، فكان من المفترض أن أوصلت الرسالة لهم بشكل واضح قبل التصويت.

* استمرار سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيساً لنادي الهلال لفترة قادمة لاشك أنه قرار صائب ، فالفترة الماضية بحلوها ومُرِّها لاشك أنها أفادته كثيراً وسيجني الهلال ثمار هذه التجربة في المرحلة القادمة والتي اعتبرها من الآن فترة النضوج الإداري لنادي الهلال.

* تمنّيت لو لم يُقحم الزميل محمد القدادي نفسه في جدلية لقب ( الملكي ) ، فالمؤرّخ العزيز انحاز للجانب الأهلاوي بشكل واضح وانساق خلف ميوله، لأنّ المبررات التي أوردها كانت ضعيفة، وحجّة الجانب الهلالي أقوى بكثير، خاصة فيما يتعلق بالشخصيات البارزة التي رأست النادي الأهلي مع كل التقدير والإجلال لهم ، متناسياً زميلنا العزيز أنّ نادي الهلال ترأسه في وقت سابق أحد أبناء الملك المؤسِّس - رحمه الله رحمة واسعة - وهذه ميزة لا تتوفر في أي نادٍ آخر إن كانت الأمور تؤخذ بهذا المفهوم.

* أول التحركات الإيجابية لإدارة نادي الهلال للموسم الجديد هو التعاقد مع الكرواتي زلاتكو والذي يعتبر (( ضربة معلِّم )).

* من حقِّ أحمد الفريدي أن يبحث عن نادٍ آخر بعد تألُّق نواف العابد والصعود القوي لسالم الدوسري وتميُّز الشلهوب والعودة المنتظرة للغائب عبد العزيز الدوسري، وبالتالي عدم ضمان المشاركة كأساسي، وقد تكون تجربة زميله في الفريق .. عيسى المحياني ذات تأثير على رغبته بالرحيل !!

* قبل أن يحدد اللاعب أحمد الفريدي وُجْهَته القادمة ، ليته يقوم بتعيين متحدث رسمي لبق ، ينوب عنه في أحاديثه الإعلامية ويصيغ له بياناته الصحفية !!

* من ثمار جائزة الأمير راشد بن عبدالعزيز السنوية أنها مُحفزة للمواهب فتقدم لنا كل موسم نجماً هلالياً موهوباً يُشار له بالبنان ، وهكذا هم أعضاء الشرف المؤثرين ممن يعملون بصمت ، أفعالهم تتحدث عنهم ، أمثال سمو الأمير راشد.

* إذا كان ولابد من استمرار حسين عبد الغني مع فريق النصر وقد وصل لمرحلة متقدمة من العمر لا تساعده على تقديم ما هو مفيد ، كان حرياً بإدارة النادي أن عيّنته مديراً للفريق خلفاً لمحمد السويلم.

* حتى لو كان لاعب نادي الوحدة سليمان أميدو صادقاً بما نسبه للاعبي نادي النصر محمد عيد وعدنان فلاتة، حينما قال إنهما نصحاه بعدم الانتقال لنادي النصر ، كان حرياً به ألاّ يذكر اسميهما، فهو ليس مطالباً أن يتحدث بهذه الصراحة ، ويفترض منه أن يكون واعياً ومستوعبا لماً قد يترتّب على ما نسبه لهما.