تُعتبر المملكة واحدة من الدول المهمة في مجال تقديم المساعدات المالية الدولية، وخصوصاً مساعدة الدول العربية والإسلامية. ومع ذلك، كثيراً ما تتم مقابلة مبادرات المملكة بالجحود من قبل بعض الحكومات والنخب في الدول التي تتلقى هذه المساعدات.وقبل أيام خرجت السيدة «سمية علي رجاء»، وهي مثقفة يمنية يتم تقديمها غالباً على أنها مرشحة سابقة للانتخابات الرئاسية اليمنية، خرجت في قناة تلفزيوينة فرنسية، وأشادت بمساعدات الكويت لليمن.. ولكنها لم تتحدث عن المساعدات السعودية رغم ضخامة حجمها، بل إن نبرة حديثها لم تكن ودية تجاه المملكة.هذه السيدة لا قيمة حقيقية لها، لكن ما قالته يذكرنا بمواقف كثيرة من آخرين في عالمنا العربي والإسلامي ممن أنكروا الجميل ولم يُقَدّروا مواقف بلادنا ووقفاتها معهم.. ومازلنا نذكر مواقف مشابهة أذهلتنا بعد الغزو العراقي للكويت، ولا داعي لنكأ الجراح.وقبل مدة ليست ببعيدة ارتفعت أصواتٌ في مصر تلوم السعودية وتتهمها بعدم تقديم العون والمساعدة لمصر. وكان من المزعج أن يخرج تصريح لرئيس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري يقول فيه إن وعود المساعدات المالية لمصر لم يتحقق منها شيء، فرَدّ وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وأوضح أن السعودية قد التزمت بتقديم حزمة من المساعدات لمصر بلغت 3.750.000.000 دولار (ثلاثة مليارات وسبعمائة وخمسين مليون دولار).. وقدم الأمير سعود تفصيلاً كاملاً عن توزيع هذه الحزمة وإجراءات تنفيذها.يوم السبت الماضي، الموافق 26-5-2012م، نشرت جريدة الوفد المصرية خبراً منقولاً من وكالة الشرق الأوسط المصرية جاء فيه أن السيد نضال القاسم وكيل محافظ البنك المركزي المصري صرح بأن السعودية «قدمت أروع الأمثلة في الوقوف إلى جانب مصر في هذه الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها بسبب تداعيات ثورة 25 يناير»، وأن السعودية هي الدولة الوحيدة التي ترجمت وعودها إلى أفعال، وأنه وقّع بنفسه مع مسؤولين سعوديين مؤخراً اتفاقيات بمبالغ ضخمة تم ضخها في شرايين الاقتصاد المصري.جميل أن يأتي هذا الاعتراف، وأن يكون منشوراً في وسائل إعلام مصرية.. لا لشيء إلا ليعرف الشعب المصري الشقيق أن ما كان يقال سابقاً عن السعودية ليس صحيحاً، فمن حيث المبدأ، لا تقدم السعودية للدول الشقيقة والصديقة مساعدات لكي تقبض الثمن بشكل تصريحات إشادة بالسعودية، ولكن عندما تُقابَل مساعداتها بالإنكار واللوم والعتاب يصبح منلمهم إيضاح الحقيقة. ولهذا فإن تصريحات نائب البنك المركزي المنشورة في وسائل الإعلام المصرية هي تصريحات مهمة، وتخدم العلاقة المتميزة بين البلدين الشقيقين. إن أي دولة، مهما بلغ ثراؤها وإمكاناتها المادية، يبقى لديها الكثير من الالتزامات المالية تجاه شعبها ومشاريعها التنموية واستثماراتها المستقبلية للأجيال القادمة، ولكنها حين تختار أن تقدم مساعدات خارجية إنما تنطلق من إحساسها بالواجب تجاه الأشقاء والأصدقاء.. وكم يكون جميلاً ألا يُقابل ذلك بالإنكار وتوجيه أصابع اللوم.
alhumaid3@gmail.comص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض