|
بقلم أنتوني كاي تيان
عندما تقررون إنشاء شركة جديدة، تعدون أنكم بحاجة إلى وضع خطة، أليس كذلك؟ الإجابة عن هذا السؤال هي: كلا، ليس بالضرورة.
في إطار بحث مرتبط بكتاب أتشارك في تأليفه مع زملائي بعنوان «القلب، الذكاء، الجرأة والحظ»، قمنا بمقابلات واستطلاعات شملت مئات أصحاب المشاريع الجديدة الناجحين في أنحاء العالم بهدف فهم أفضل لمتطلبات إنشاء شركات جديدة. ومن بين أبرز النتائج التي توصلنا إليها أن نسبة 70 في المئة من أصحاب المشاريع الجديدة الذين أحرزوا خروجًا ناجحًا من استثماراتهم (أي أنهن قاموا باكتتاب عام أولي أو بالبيع لشركة أخرى) لم ينطلقوا في مشروعهم بواسطة خطة أعمال.
عمدت هذه النسبة بدلاً من ذلك إلى الانطلاق من مكان مختلف - مكان ندعوه القلب. شركات هؤلاء الأشخاص لم تبدأ على ورقة وإنما من رؤية صادقة، حيث إن وضوح الهدف والشغف هما عنوان النجاح.
خلال فترة تأسيس شركة، تكون الموارد محدودة وما تحتاجون إليه فعليًا لخطة الأعمال هو ببساطة بيانات عن الواقع تستند إلى اختبار فكرتكم في السوق. وهذه الاختبارات ليست بحاجة لأن تكون معقدة، إذ إنكم بحاجة لاختبارات مباشرة ومتكررة يمكن تقييمها بسهولة وتسمح لكم بمعرفة ما إذا كنتم تحققون النجاح المطلوب.
لذا لا داعي للقلق كثيرًا بشأن خطة الأعمال. وفيما يلي نقاط جديرة بالملاحظة:
1. حددوا وأظهروا بالتفصيل هدفكم ومصدر زخمكم. كونوا شديدي الوضوح بشأن سبب تأسيس شركتكم وهدفها الإجمالي.
2. فريقكم أهم من أي فكرة أو خطة. يجب على أولوياتكم الثلاث أن تكون الأشخاص ثم الأشخاص ثم الأشخاص.
3. وسعوا نطاق تفكيركم، حددوا نقطة انطلاقكم ثم توسّعوا سريعًا أو تعرَّضوا للفشل سريعًا.
4. ركزوا على سوق متخصص واضح المعالم. ويعدُّ ذلك أكثر فعالية بالنسبة للشركة من الاكتفاء بانضمامها إلى لائحة الشركات الأخرى في قطاع ضخم.
5. أدركوا تمامًا جوانب نموذج الأعمال الخاص بكم، إذ إن معرفة كيفية جني الأرباح عند الخطوات الأولى تتخطى حتى من حيث أهميتها أكثر جداول البيانات المالية تفصيلاً. ويصعب القيام بتوقعات مماثلة خلال المرحلة الأولى.
وتجدر الإشارة إلى أن صياغة خطة أعمال رائعة قد تمنحكم شعورًا بإنجاز الأمور على أكمل وجه، إلا أنها إلى أين يمكن أن توصلكم؟ وملء الاستمارات لا يمكن أبدًا أن يحل مكان التركيز على الشغف والهدف في أعمالكم. ولا بدّ لقلبكم أن يرافق العملية منذ انطلاقها.
ويُذكَر أن خطط الأعمال المدروسة مهما بلغ التدقيق بها، هي لا تكتسب قيمة فعلية بغياب القلب الذي يحييِ الفكرة والشجاعة التي تدفعها قدمًا.
(أنتوني كاي تيان هو الرئيس التنفيذي والشريك في إدارة وتأسيس شركة رأس المال المخاطر «كيو بال»، كما يتولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة «بارثينون» الاستشارية).