اشتملت برقية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله على عدة رسائل ضمنية وهي:
الرسالة الضمنية الأولى: أن هناك استهدافاً لإحدى الطوائف الرئيسة في لبنان والتي تم الإشارة إليها، في البرقية، على النحو التالي: «إن تطورات أحداث طرابلس، استهدفت إحدى الطوائف الرئيسة التي يتكون منها النسيج الاجتماعي اللبناني».
الرسالة الضمنية الثانية: الإنجاز السابق الذي حققته مختلف الطوائف اللبنانية، معرض للانهيار، والذي تم الاشارة إليه في البرقية على النحو التالي: «.. إن بلاده لم تألُ جهداً في سبيل الوقوف إلى جانب لبنان ودعمه بدءاً من اتفاق الطائف ووصولاً لاتفاق الدوحة..»
الرسالة الضمنية الثالثة: إن اتفاق مختلف الطوائف في الطائف ومن بعده في الدوحة كان سبباً لدعم السعودية ودول الخليج لاقتصاد لبنان، وتمت الإشارة إليه في البرقية على النحو التالي: «.. علاوة على بذل المملكة ودول مجلس التعاون كافة الجهود في سبيل دعم لبنان اقتصادياً لتحقيق نمائه وازدهاره، أن هذه الجهود مهما بلغ حجمها، ووصل مداها، ستظل قاصرة، إن لم تستجب كافة الأطراف اللبنانية الفاعلة لها..»
والرسالة الضمنية الرابعة: حاجة لبنان إلى حكومة تآلف ووحدة وطنية، تمثل مختلف الطوائف، وتمت الإشارة لها في البرقية على النحو التالي: «.. وتغلب مصلحة الوطن اللبناني أولاً على ما عداه من مصالح فئوية ضيقة».
والرسالة الضمنية الخامسة: تباطؤ تدخل حكومة ميشيل سليمان في أحداث طرابلس، وإن القضاء على الفتنة في مهدها يتطلب سرعة التحرك والحوار الوطني، تمت الإشارة إليها في البرقية على النحو التالي: «.. نتطلع إلى حكمتكم في محاولة التدخل لإنهاء الأزمة، وفي الإطار العام لمبادرتكم ورعايتكم للحوار الوطني اللبناني».
والرسالة الضمنية السادسة: التحذير من تصدير الأزمة السورية إلى الساحة اللبنانية، تمت الإشارة إليها في البرقية على النحو التالي: «حرصكم على النأي بالساحة اللبنانية عن الصراعات الخارجية وخصوصاً الأزمة السورية المجاورة لها».
القيمة المضافة:
برقية خادم الحرمين الشريفين غير مسبوقة، وهي المرة الأولى التي توجه رسالة إلى رئيس لبناني تحمل عدداً من الرسائل الضمنية غير المسبوقة، وأن أمن لبنان يتطلب حكومة وحدة وطنية، تمثل مختلف أطياف النسيج اللبناني، والإنجاز السابق الذي حققته مختلف الطوائف اللبنانية، برعاية المملكة، بدءاً من اتفاق الطائف ووصولاً لاتفاق الدوحة، معرضاً للانهيار، وأن التساهل والتباطؤ في القضاء على الفتنة في مهدها، سيعود بلبنان إلى خطر الحرب الأهلية، وإحداث طرابلس، مؤشراً على محاولة سوريا، لتوسيع رقعة الأزمة السورية إلى الأرض اللبنانية.
- خاص الجزيرة
khalid.alheji@gmail.comtwitter @khalidalheji