نعم لا تكوني كقطعة ثلج.. لها شكلها.. وحيزها ومكانها لكن بمجرد أن تلامس سطحًا دافئًا
تفقد ملامحها وكيانها وشخصيتها الأصلية فتذوب بلا رجعة، هذا المقال سوف يلقي الضوء على خطأ زوجي خاص بالنساء فقط، هذا الخطأ يقع بطريقة متدرجة.. متسلسلة.. خفية على مدار سنوات من الزواج ولا تكتشفه بعض النساء إلا بعد فوات الأوان أو بعد تكبدها لخسائر فادحة في علاقتها الزوجية.
هذا هو خطأ ذوبان المرأة في العلاقة الزوجية وفقدان الهوية الذاتية والاستقلال النفسي
فالكثير من النساء منذ بداية الزواج تتوقف عن ممارسة كل شيء يميزها ويخصها وربما
يكون سبب انجذاب زوجها لها من البداية فنجدها تتخلى عن عالمها الخاص بها قبل الزواج فتترك صديقاتها... هواياتها من قراءة.. رسم.. ديكور.. كتاباتها... قراءتها... وأيضًا أحلامها وآمالها ومشاريعها.. وتتوقف علاقاتها الاجتماعية وتبادل الزيارات مع الصديقات.
وتبدأ المرأة في هذه الحالة في الدوران في فلك الزواج.. أين ذهب؟ ومع من يجلس؟ وماذا يفعل ما يفعل؟ ولماذا لا يفعل؟ ولماذا هو شارد الذهن؟ وهل هو سعيد معها؟ وهل يحبها أكثر الآن أم أقل؟ وماذا يحب وماذا يكره؟ فتلاحقه باهتمامها هاجسها الأكبر هذا الرجل، معتقدة أنها كلّما فكرت به أكثر التصقت به أكثر واتصلت عليه كل ساعة زاد حبه وتعلقه بها أكثر وأكثر...
غير أن المتفهم لنفسية الرجل يعرف ويدرك جيدًا أن ملاحقة الرجل والالتصاق به من قبل المرأة لا يتوافق ولا ينسجم مع فطرة الرجل وتركيبته النفسية التي جبله الله عليها، فملاحقة الرجل تجعله ينفر من المرأة أكثر وأكثر.
وهنا تحدث السلسلة المدمرة للعلاقة، فعندما ينفر أو يهرب الرجل كلما زاد قلق المرأة وخوفها من فقدانه أو فقدان حبه وتعلقه بها فتبدأ بملاحقته أكثر وأكثر ويزيد بالتالي انسحاب الرجل أكثر وأكثر وهكذا... وتبدأ السلسلة بالتكرار.
فأنا ذكرت في بداية المقال: إن هذا الخطأ خاص بالمرأة دون الرجل؛ لأن الرجل في الواقع لا يمكن أن يذوب في كيان العلاقة الزوجية ويفقد خصوصياته.. لا يمكن أن ينسى أحلامه.. وهواياته.. ورغباته من أجل زوجته، بل يحافظ عليها وعلى ممارساتها حتى لو أدى ذلك إلى الكثير من المشكلات مع زوجته.. أما الفتاة فنجدها تتخلى عن كل شيء من دون أن يطالبها أحد بذلك فتذوب تمامًا في علاقتها الزوجية غافلة أنه بفعلها ذلك تكون قد تخلّت عن جزء ربما هو ما أثار إعجاب زوجك بك منذ البداية وحتى لو كان هو من طلب منها التخلي عنه من أجله، إنها بفعلها ذلك ترتكب خطأ كبيرًا.. لماذا؟
فالرجل يحب المرأة الواثقة التي تعرف ما تريد وما تستحق ولا تتنازل عنه بسهولة.. المرأة التي تتمتع بالاستقلالية الذاتية التي تمتلك مشاعرها.. وتعرف كيف تكون سعيدة بذاتها فليست من النوع الذي تدور في ملكوته وتعلق سعادتها به فتسعد عندما يكون راضيًا عنها وتنهار وتحزن عندما يغضب أو ينشغل عنها.
أما تلك المرأة التي يعرف أنها قابعة بالبيت تنتظره ومن أول ما يدخل المنزل تلاحقه من غرفة إلى غرفة وإذا خرج تلاحقه بالاتصالات.. وتنهار وتبكي لو سهر كثيرًا خارج البيت.. أو إذا قرر السفر مع أصدقائه أو إذا تأخر عن موعد حضوره لها وإنها تفكر من منطلق إذا لم تكن معي ولي 24 ساعة فأنت لم تعد تحبني وأنا غير مهمة لك... فتشعره بالذنب والتقصير والإهمال والأنانية.
هذه المرأة يفقد الرجل الاهتمام بها لا شعوريًا مهما كانت.. لماذا؟ بسبب تركيبة الرجل النفسية والجينية لأن الرجل جبل على حب الصيد فهو يحب أن يلاحق المرأة لمحاولة التقرب لها وكسب رضاها.. إن يشعر أنه يستطيع الفوز بقلبها والنجاح بإسعادها.. لهذا هناك نصيحة مهمة (لكل زوجة توقفي عن التفكير المستمر بكيفية إسعاد زوجك وفكري فقط بكيف تجعليه يعرف أنه يستطيع إسعادك حتى بصغائر الأمور) كيف تفعلي ذلك؟
عندما يؤمن أنه يستطيع إسعادك من خلال إبداء سعادتك وفرحك بما يقوم به والتعبير عنها لفظيًا وجسديًا حتى لو كان ما يقوم به من واجباته أم من حقوقك عليه.. أو أنها أمور تافهة مقارنة بما يقوم به لغيرك أو ما قدمته أنت له.. وراقبي النتائج المبهرة على سلوكه وحرصه على إرضائك أكثر وأكثر فمن خلال عملي الاستشاري لاحظت تأثير هذه الفكرة فقد غيّرت الكثير من العلاقات الزوجية.. عندما تتوقف الزوجة عن التفكير كيف أسعده كيف أكسبه وبدأت تفكر كيف أحسسه أني سعيدة معه وبما يفعل من أجلي.
هنا فقط تكوني قد عرفت التعامل بنجاح مع فطرة الرجل وتكوينه النفسي.
(*) اخصائية نفسية واستشارية زوجية