ومضة:
* الحب جزء من وجود الرجل..... ولكنه وجود المرأة بأكمله
* الرجل يحب ليسعد بالحياة... والمرأة تحيا لتسعد بالحب
* الذي يحب يصدق كل شيء.. أو لا يصدق أي شيء
* الرجل إذا أحب فهو كالثعلب، حذر مراوغ... أما المرأة إذا أحبت، أخلصت وضحت وتفانت...
* إذا أحبتك المرأة أعطتك الدنيا، وإذا كرهتك أحرقت بك الدنيا....
* المرأة التي تحب الرجل لذاته، امرأة مجنونة أو ضعيفة....
* لو كان في قلبك ذرة واحدة من الحب، فتأكد أن آخر ما كنت ستفكر فيه الابتعاد عني
* من المؤسف حقاً أن تبحث عن الصدق في عصر الخيانة، وتبحث عن الحب في قلوب جبانة....
* أروع الجنون... جنون المرأة في الحب......
(1)
ها هي أسراب طيور السنونو المهاجرة تعلن قدوم الشتاء في البلدة الصغيرة، السماء ملتفة باللون الرمادي، والشمس تتثاءب في فراشها، وتتمطى بين أغطيتها الدافئة، والناس كتل غامضة المعالم بداخل معاطفها، وتتدحرج مسرعة على أرصفة الشوارع، والرياح تعتصر الغيوم بقسوة، لتنهمر الأمطار غزيرة، وتغسل أنحاء البلدة الصغيرة الوادعة.
شتاءُ آخر يعلن قدومه، وليس لديها ما تواجه به الشتاء سوى ذكريات وأمل بعودة عادل... لقد وعدها بان يعود لاصطحابها.... ولا زالت تنتظر...
(2)
في كل أمسية من أماسي الشتاء الهادئ، يأتي الأطفال لتقص عليهم من كنز ذكرياتها، وتروي لهم حكايتها مع عادل بصوت رقيق متعب. كان الأطفال يحبونها، ويستمتعون بحكايتها، ويرتاحون لسماعها، روت لهم كيف التقت بعادل في حديقة الزهور الجميلة، وتوالت اللقاءات، والمرح والحديث العذب، وكانا دائماً يرقبان أسراب السنونو المهاجرة، بلونها الأزرق البديع، لتعلن قدوم الشتاء بأمسياته الرقيقة الدافئة.. ويليه الربيع بوروده وعطره.. وحديقة الزهور الجميلة..
كان لعادل عينان ولا أجمل، ولكنه يوماً بعد يوم كان يفقد البريق والبصر، إلى أن فقد القدرة على الإبصار نهائياً في إحدى العينين، وبعد عدة مراجعات تبين أنه بحاجة إلى شبكية ليستعيد القدرة على الإبصار.
ولم تتردد ياسمين في اعطائه شبكية إحدى عينيها، عن رضا وقناعة، فالحب الصادق عنوانه التضحية والعطاء.. ونجحت العملية، واستعاد عادل بصره للعينين بالكامل، وفقدت ياسمين إحدى عينيها، ومرت الأيام وقرر عادل العودة إلى بلاده، ووعد ياسمين بالعودة لاصطحابها مع قدوم الشتاء... ومر شتاء، وتلاه شتاءً آخر، وثالث، ورابع.... ولم يعد عادل، إنما تركها تتخبط بين أسوار الوحدة ووحشة المكان...
(3)
ومرت ليالي الشتاء، وانسلت خارج البلدة الوادعة بهدوء، وأقبل الربيع، والشمس تغيب كل مساء لتعود باشراقة أحلى في الصباح التالي، والزهور تزداد تفتحاً كل يوم، والبراعم تزهر، والأوراق الخضراء الغضة تنتشر على الفروع والأغصان كلها..
أما ياسمين فقد كان يأسها وحزنها يزداد يوماً بعد يوم، وتسللت الشيخوخة إلى قلبها، وفقدت رونقها وإشراقها وهي تنتظر أسراب السنونو المهاجرة لتعلن قدوم الشتاء في البلدة الصغيرة الوادعة....
(4)
ومن بعيد ظهر سرب من السنونو، ثم تبعه أسراب أخرى، في طريقها مهاجرة... وراح الأطفال يبحثون عن ياسمين لتروي لهم حكايتها، واندفعوا يتسابقون إلى بيتها... لكنها كانت قد لفظت آخر تنهيدة في حياتها قبل قدوم الشتاء المنتظر..
(5)
وعلى الطرف الآخر من الكرة الأرضية، كان عادل يتألم حزناً على طفلته الصغيرة التي فقدت القدرة على الإبصار بسبب ضعف الشبكية في كلا العينين.
- الرياض