|
لندن - واس:
بحضور صاحب السمو الأمير خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن، افتتح صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، وزير التربية والتعليم ورئيس مجلس أمناء صندوق الفروسية، وصاحب السمو الملكي الأمير أندرو، دوق يورك، وبمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الليلة قبل الماضية معرض الخيل في المتحف البريطاني بلندن. وتجول أصحاب السمو الأمراء في أقسام المعرض واستمعوا لشرح مفصل عن المعلومات التاريخية لمحتويات المعرض.
بعدها بدأ الحفل الخطابي، حيث أبرز صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله في كلمة له أن الحصان، رمز السلام والحضارة والتقدم، مشيراً إلى أن هذا المخلوق الفريد قد أَجْمعَتْ الأمم على حبه وعشقه من بدء حضارة الإنسان على وجه الأرض وحتى اليوم.
وأشار إلى أنه ما مِنْ أرض وطِئَتْها أقدام الخيل إلاّ وهناك أَثرٌ أو قصةٌ أو رِوايةٌ اخْتَصّ بها الحصان دون غيره من باقي الحيوانات التي استأنسها الإنسان على مر العصور، وفي تراث الشعوب, ومصادر التاريخ والأدب, معلومات ثَرِيّةٌ عن الخيل وعلاقتها بالإنسان, في السلم والحرب, وفي الرخاء والشدة.
وأوضح سموه أنه أصبح للحصان مكانة مميزة في الأعمال الفنية، والقاسم المشترك لكل الأعمال هو تبيان علاقة الحصان بصاحبه ووفائه له مبرزاً في هذا الصدد أنه عِنْدَ العرب وفي تراثهم الغزير قِصَصٌ، وحكايات، وأشعارٌ كثيرة عن وفاء الخيل.
وبيّن سمو وزير التربية والتعليم ورئيس مجلس أمناء صندوق الفروسية أن المعرض الذي يتشرف صندوق الفروسية ومزرعة جودمونت, ومؤسسة ليان للثقافة, بتنظيمه مع المتحف البريطاني, يتزامن مع الاحتفال الماسي لصاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية، وأولمبياد لندن 2012م، معتبراً أن هذا التزامن هو تعبير عن هدف سامٍ ورسالة يعتز بتقديمها للعالم في هذه المناسبة التاريخية، للتأكيد أن رياضة الفروسية عميقة الجذور تمتد إلى عصور موغلة في تاريخ البشرية.
وتابع سموه قائلاً: إن المعرض يضم أمثلة فريدة عن تاريخ الخيل من حضارات متعددة، لا تَخْتَصُ بها أمّةٌ لوحدها بل تتعدى ذلك إلى كل الأمم، على مر العصور، كما يضم مكتشفات أثرية من قلب الجزيرة العربية تعرض لأول مرة، وتوضح دلالات عن استئناس الخيل، ربما تعود في تاريخها إلى تسعة آلاف عام من الوقت الحاضر، ولا غرابة أن نجد للخيل ذِكْراً في القرآن الكريم وفي التراث الإسلامي.
ولفت سموه النظر إلى أن المملكة العربية السعودية اليوم تشهد تطوراً كبيراً في رياضة الفروسية، وقد أنشأت مراكز ومؤسسات تُعْنَى بالخيل ورياضتها لتحبيب الناشئة في ممارستها، والتواصل والتنافس عالمياً بالإضافة إلى إدخال رياضة الفروسية في النشاط التعليمي والتربوي.
وأعرب الأمير فيصل بن عبدالله عن شكره لصاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية على رعايتها الكريمة للمعرض، كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير أندرو- دوق يورك- على افتتاحه للمعرض.
ونوه سموه بجهود رئيس مجلس الأمناء بالمتحف البريطاني نايل فيتز جيرالد، ومدير المتحف نيل مكري جور، والدكتور جون كيرتس وأعضاء اللجنة الاستشارية للمعرض. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير أندرو كلمة أوضح فيها أن معرض الخيل في المتحف البريطاني يتجاوز كونه معرضاً عن الخيل إلى كونه عن العلاقات الإنسان والخيل وكيف تطورت هذه العلاقات.
وأكد أن العلاقات بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية وثيقة جداً، معرباً عن شكره للأمير فيصل بن عبد الله لمبادرته بفكرته ورعايته لهذا المعرض الرائع.
إثر ذلك تحدث رئيس مجلس الأمناء في المتحف البريطاني نايل فيتز جيرالد قائلاً: لقد حقق معرض الحج المدعوم من مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض والذي انتهى قبل شهرين في المتحف البريطاني هنا في لندن نجاحاً باهراً، وكان هذا المعرض فرصة ممتازة لإقامة علاقات ثقافية قريبة بيننا وبين أندادنا في المملكة العربية السعودية، ولدينا الآن إمكانية لتوسيع دائرة الاتصال عبر هذا المعرض الحالي.
وأوضح أنه توفرت لدى المتحف البريطاني رغبة وطموح لإقامة معرض عن الخيول، وذلك لأن المتحف البريطاني يملك قطعاً لها علاقة بالخيول لم تعرض في أماكن عديدة في العالم، ولدينا مقتنيات كثيرة جداً، ومن ثقافات ودول عديدة، يبلغ عمر بعضها أكثر من 4000 عام، مما يشوقنا لاختيارها للعرض.
وقال فيتز جيرالد: من أجل ذلك، خصصنا هذا المعرض عن الشرق الأوسط فقط، ولسرد تاريخ نشأة الخيول العربية، واستيرادها لبريطانيا، حيث تزاوجت مع الخيول الإنجليزية والايرلندية منتجة خيولاً أصيلة.
وعبر عن اعتزاز القائمين على المتحف البريطاني بأن يقدم هذا المعرض فرصة للمشاركة في الاحتفال باليوبيل الماسي لصاحبة الجلالة الملك اليزابيث الثانية التي وافقت على رعاية هذا المعرض، الذي يقام في قاعة الملكة اليزابيث الثانية التي افتتحتها جلالتها عام 2000.
وأشار إلى أنه ستقام في هذا العام فعاليات الدورة الأولمبية في لندن، وستتنافس خلالها العديد من الخيول في مسابقات الفروسية وغيرها من الألعاب، لافتاً إلى أن الخيول المشاركة تجري دماء الخيول العربية في عروقها.
ورأى فيتز جيرالد أن معرض الخيل حدث غير عادي للمتحف البريطاني، لأنه يجمع كل الثقافات مؤملاً في الوقت ذاته أن يجذب زواراً جدداً للمتحف البريطاني، من المهتمين بالخيل.
واختتم كلمته بالقول: «نحن ممتنون كثيراً لصاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله، ولاتحاد الفروسية السعودية حيث تمكنا بفضلهم من إقامة هذا المعرض.
حضر حفل الافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير سلطان بن فهد بن عبد الله، رئيس القسم السياسي في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن سلمان بن عبد العزيز وعدد من السفراء وأعضاء سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة ومديرو الملحقيات والمكاتب السعودية في بريطانيا.