من المتعارف عليه لدى كثير من البيوت أن الملابس القديمة أوتلك التي لا رغبة فيها فإنه يقصد بها الفقراء إما عن طريق الجمعيات الخيرية التي تتولى توصيلها أوتسلم للمحتاجين مباشرة لسابق معرفة بهم أوترسل تلك الملابس إلى فقراء خارج البلاد عن طريق الخادمة. تعددت السبل والهدف واحد هوذلك المحتاج الذي ينتظر ملابسنا. لكنها منذ أن تخرج من خزائننا حتى تستقر بأيديهم تمر بمراحل سيئة وأخطاء من شأنها أن تكسر قلوب الفقراء وتذبل فرحتهم فبعض النساء كأنها معصوبة العينين وهي تعد إخراج الملابس بمعنى أنها تمرر البالية والممزقة وقد تتساهل بتلك المتسخة. ثم تجمعها مع بعضها جمعا عشوائيا دون ترتيب حتى تصل إلى المرحلة النهائية وهي الأكياس السوداء دون أي تفريق بينها وبين قمامة المنزل هذه المأساة التي تمر بها الملابس القديمة تتوقف بعد جهد عند أناس لهم مشاعر وأحاسيس يطلق عليهم الفقراء ولوافترضنا أنها لم تصل إليهم بل للجمعيات التي تتولى فلترتها من جديد فذلك سوء أدب تتضرر منه الجمعيات الخيرية أيضا لأنه سيضاعف جهدها ويكبدها خسائر لتخرج تلك الملابس بأفضل حال فلماذا هذه السلبية في تلك الهبة للفقراء.
كلنا يعلم أن إخراج الفائض من ملابسنا لا ينتهي بل مستمر وفي زيادة أيضا لهوس الشراء عندنا فلماذا لا نحتسب الأجر ونخرجها بنية الصدقة وإدخال السرور على أولئك الذين لا يستطيعون شراءها حينها يتقد فينا الحماس لنخرجها بأفضل حال, فنصلح ما فسد منها وتنظف وترتب وتجمع بشنط يستفاد منها أيضا وبذلك تخرج كهدية فيها أدب واحترام لإنسانية الفقراء. لهم الفرحة ولنا الأجر والثواب عند الله.
- بريدة