بعثت زوجة بالرسالة الآتية إلى رئيس تحرير مجلة نسائية في واشنطن، العاصمة الأمريكية:
“.. صباح الاثنين الماضي، ودّعتُ زوجي، وهو يتناول فطوره، وتوجهتُ بسيارتي إلى العمل. وبعد أقل من كيلو متر، راحت سيارتي ترتجف، وكأنها على وشك التوقف.
اضطررتُ للعودة إلى منزلي، لعلّ زوجي يكشف أسباب العطل، لكنني فوجئتُ به في غرفة النوم مع ابنة الجيران. وعندما واجهته، اعترف بأن علاقته الغرامية معها تمتد إلى ما قبل ستة أشهر. هجرته، وعدتُ إلى بيت أهلي، لكني لا زلتُ اُحبه، فهل يُمكنك مُساعدتي. لك شكري”.
رئيس تحرير المجلة النسائية، أجابها، بالآتي:
“.. قد يكون سبب ارتجاف السيارة بعد انطلاقها بمسافة قصيرة، عائدا إلى مجموعة متنوعة من العيوب في السيارة. تحققي، أولا، من خلوّ الوقود من الأوساخ، ثم من أنابيب المياه ونرابيشها على مشعّب السّحب. كما عليك أن تتحققي من كل أسلاك التأريض والنوابض. أرجو أن أكون قد ساعدتك في حلّ مشكلتك “.
حال الزوجة المنكوبة مع رئيس تحرير المجلة النسائية، هو حال الثورة السورية مع المجتمع الدولي، الذي يُمارس السياسة كما لو أنها رقصة الروك أندرول.
* * *
قالت صحيفة “الفيغارو” الباريسية إن بشار الأسد سحب جميع الأسلحة من الوحدات العسكرية التي ينتمي ضباطها وأفرادها إلى أهل السنة والجماعة، لعدم ثقته بغير العسكريين العلويين، مُتخوّفا من حدوث انقلاب عسكري سنيّ. ونسبت الصحيفة الفرنسية إلى مصدر مُقرب من الأجهزة الأمنية السورية قوله “إن النظام السوري لا يُرسل، عمليا، أيا من عناصر الجيش المنتمين إلى أهل السنة لشن العمليات العسكرية ضد الشعب السوري، لأنه لم يعد يثق بهم”.
وقال هذا المصدر “إن الذين يُواجهون الثوار الآن، هم، على وجه الحصر، من العلويين، والميليشيات المدفوعة من النظام”. ولاحظ أن “ نظام الأسد جرّد معظم الكتائب العسكرية السنية من أسلحتها، فدباباتها لم تعد فاعلة، ومدرعاتها لا تُزوّد بالوقود”.
وأكد المصدر أن بشار الأسد يخشى، فعلا، حصول انقلاب عسكري، لافتا إلى أنه في حين أن العلويين من العسكريين منشغلون بقمع الثوار، يتخوّف النظام من أن تغتنم الوحدات السنية الفرصة للخروج من ثكناتها، في طريقها “إلى القصر الرئاسي في دمشق. لهذا فرض الأسد على الوحدات السنية أن تبقى حبيسة في قواعدها”.
* * *
بفجور دموي مُتوارث، يذهب النظام السوري، بكل جبروته وشراسته وحقده، إلى إعلان الحرب على الشعب. حرب فعلية وخالية كليا من أي قوانين تحكم الحروب المعاصرة. الجيش يجتاح، احتلالا، أنحاء سورية. هذه حقيقة فريدة من نوعها في التاريخ. كيف “يحتل” جيشٌ بلده؟ كيف يصير جيشٌ غازيا لوطنه ؟. لنقرّ بأن هذه واحدة من أكبر “عجائب” إنجازات النظام السوري، وعظائم “غرائبه”.
Zuhdi.alfateh@gmail.com