عندما أتابع قناتنا الثقافية بإحساسي التشكيلي أجدها تحتاج لأن ترتقي لمستوى الطرح الفني الذي يتوازي مع الحراك التشكيلي والبصري السعودي بوجه عام، فهي تشير بخجل عند تطرقها للفعاليات في تلك الفنون لعدم حضورها عن كثب في قلب الحدث لإعطاء النشاط حقه بالتغطية المتكاملة.
لهذا ومن منطلق الحرص على قناتنا، لا بد من التوجه لإعطاء العمل الفني حقه بتسليط الضوء عليه بشكل مباشر وبمساحة كافية، حتى يؤتي أكله في إضافة التراكم المعرفي للذاكرة البصرية عند المشاهد وللرفع من ذائقته الجمالية، من خلال إعطاء الأعمال التشكيلية التي تعرض بصالات العرض الفنية والجاليريات وجها حقيقيا وتبيان ما تحمله من فكر وآراء لمبدعين أفنوا وقتهم ليخرج لنا هذا المنتج الفني والإبداعي.
إن التقليدية التي تقوم عليها بعض البرامج في قناة الثقافية السعودية في تغطية الفعاليات ستجعلها غير متابعة من قبل المشاهد الذي يملك حرية التنقل في فضاء مليء بقنوات تزخر بالبرامج والتغطيات والحوارات الفاعلة بأسلوب يتواكب مع المرحلة الحالية وان تعود به إلى حقبة السبعينيات، مرحلة اغتصاب عين المشاهد التي باتت في حكم الميت. ولتكن البرامج المختصة بالفنون التشكيلية مطلب التشكيليين في الوقت الذي يعرض فيه برنامجا واحد لا ثاني له يعتمد على الحوار داخل الأستوديو مع أن بالإمكان تسليط الضوء فيه على واقع الفنان في محترفه ومرسمه وفي حياته العامة لإبعاد الملل، مقابل البرامج المعنية بالأدب التي تتزاحم على شاشة الثقافية، مع أنني لست بصدد تقييم هذه البرامج أو ذاك فلنترك التقييم للمشاهد، فالمهم هنا أننا بحاجة لبرامج تحمل نظرة متسارعة، إخراج وإعداد وتقديم جيد، من خلال التطوير والبدء من حيث توقف الآخرون بتغيير طريقة التفكير التقليدي إلى الإنتاج الإبداعي الذي يعي متطلبات المرحلة ويفهم كيف يوظف التكنولوجيا بإمكانيات عالية تكتشف للمشاهد القيمة الإبداعية و الجمالية للمنتج التشكيلي والأدبي وما يدور حوله من متغيرات ثقافية وأن نرتقي للمستوى الذهني للمشاهد.
الشاهد هنا أن غياب التصحيح لما تراه عين الناقد عن البرامج المطروحة بالقناة الثقافية تجعل منها سراب من السهل على المتعطش للثقافة أن يكتشف عدم جدواها فتتحول بوصلته إلى ينابيع صافية ليروي عطشه.
jalal1973@hotmail.comtwitter@jalalAltaleb