حريملاء - أحمد المزيعل:

فُجعت محافظة حريملاء نهاية الأسبوع الماضي بوفاة عائلة كاملة مكوّنة من 6 أشخاص (أب، وأم، وأربعة أطفال) إثر ارتطام سيارتهم من نوع (كامري) بشاحنة (محمّلة بالصخور) خارجة من حريملاء باتجاه الرياض، وذلك على طريق حريملاء - صلبوخ - الرياض. حيث وصفت الجهات المعنيّة وشهود عيان الذين باشروا الحادث بالشنيع والمروّع. فيما هرب سائق الشاحنة من الموقع بعد الحادث مباشرة وبجهود وتنسيق عاجل بين مرور حريملاء وأمن الطرق تم القبض عليه في زمن وجيز جداً.

وفي مشهد مهيب طواه الحزن والأسى شيّعت جموع غفيرة بجامع حريملاء جثامين عائلة الشاب سعد إبراهيم الرتيق وزوجته وأطفاله يرحمهم الله.

الجدير بالذكر أنّ طريق حريملاء - صلبوخ - الرياض يشهد مرور شاحنات نقل الصخور بكثافة عالية وعلى مدار الساعة، مما يسببه مرورهم وخاصة في فترة المساء، من وقوع حوادث أليمة بشكل متكرّر ومتقارب.

حيث وقع حادث آخر في الأسبوع نفسه لعائلة، إثر ارتطام سيارتهم من نوع (فورد) بشاحنة نقل الصخور، ونتج عنه وفاة السائق وسيدة، فيما تم نقل ثلاث نساء للعناية المركزة إثر إصابتهن بإصابات متفرّقة خطيرة.

ويناشد أهالي محافظة حريملاء والمراكز القريبة منها وخصوصاً الواقعة على طريق حريملاء - الرياض، بسرعة تدخُّل الجهات المعنيّة وتكثيف الرقابة والمتابعة وتطبيق أشد العقوبات وتطبيق التوجيهات الصادرة فيما يخص حريملاء، بمنع دخول ومرور الشاحنات من الساعة السادسة مساء حتى الساعة الخامسة من صباح اليوم التالي. ( وتحتفظ الجزيرة بنسخة من مضمون التوجيه )، حيث إنّ من أهم أسباب هذه الحوادث - بعد قضاء الله وقدره - تتركّز في شاحنات نقل الصخور التي تفتقد بعضها لعدم وجود إنارة أو عدم وضوح الإنارة في الخلفية وعلى جانبي الشاحنة، وعدم تغطية وتأمين الصخور فوق الشاحنة، مما ينتج عن ذلك تساقط الصخور أو أجزاء منه على الطريق ويسبب كارثة. إضافة إلى تهوُّر سائقيها وعدم نظاميتهم في النقل والقيادة، وعدم مبالاتهم بقواعد وتعليمات السلامة المرورية، وقد سمِّيت المسافة التي تقع بين مدخل حريملاء إلى نقطة تفتيش أمن الطرق بهجرة سلطانة باتجاه الرياض، والتابعة لمركز قيادة أمن الطرق بصلبوخ، والتي تقدّر تقريباً بـ40 كيلومتراً، سمِّيت (طريق الموت)، لما يراه سالكو الطريق من مشاهد مأساوية ونزف للدماء على الطريق وقتل الأبرياء وتيتُّم الأطفال وإعاقة دائمة، كون الطريق قديماً وضيّق المسارات، وتتوسطه تقاطعات خطرة وتحديداً تقاطع صلبوخ مع ملهم، وتقاطع دخول وخروج شاحنات الدواجن للمشروع القريب من محطات الوقود بصلبوخ، ومدخل ومخرج المنطقة الصناعية بالقرينة. وتفتقد هـــ ذه التقاطعات لأبسط علامات السلامة والإرشادات والتحذيرات، وعدم وجود مخارج خاصة كطريق خدمة قبل الدخول إلى الطريق الرئيسي.

ومما زاد الطين بله وجود أعمال صيانة حالياً بطريق صلبوخ لمسافة طويلة جعلت المشكلة تتفاقم بتضييق المسارات، وعدم وجود علامات تحذيرية وإنارة ليلية في بعض المسافات.