|
كتب - علي الصحن:
أثبت فريق الأهلي أن العمل الناجح يبدأ من الادارة، وأن وجود ادارة ناجحة يعني أن باقي الأمور ستسير وفق ما رغبات وتطلعات أنصار الفريق، في فريق الاهلي بدأ الادارة العمل من الصفر، لم يثنها ان الفريق قد تعثر في الخطوة الاولى، لم يكسر مجاديفها حلول الفريق في مركز متأخر في الدوري قبل الماضي، فواصلت العمل ولم يتأخرالنتاج، اذ حقق الفريق بطولة كأس الملك للابطال على حساب الاتحاد، وتواصل العمل ليدخل الفريق دوري هذا الموسم بشكل لم تعهده الجماهير الاهلاوية طوال السنوات الاخيرة؛ حيث نافس من البداية الى النهاية، وكان صاحب المستوى الاقوى والحضور الافضل طوال مشواره بجانب فريق الشباب، وهو ما يؤكده ان الحسم قد تأخر حتى الصافرة الاخيرة من المسابقة.
ما حققه الأهلي ليس مستحيلا ولا صعبا ولا هو ضرب من الخيال، لكنه الفكر الاداري الذي يطوع الصعوبات الى حلول ويجعل من الخسائر مدخلا لتحقيق المزيد من الارباح، لقد درس الاهلاويون فريقهم جيدا، ووجدوا انه يحتاج إلى لاعبين محليين في بعض المراكز الشاغرة وبعض اللاعبين الاجانب في مراكز اخرى تعاني الضعف، كذلك لم يتأخر الاهلاويون عن الاستغناء عن بعض الاسماء التي يرون انها لم تعد تملك القدرة الكافية لخدمة الفريق، لم ينظر الاهلاويون الى اي اعتبارات، لا الى تاريخ اللاعب، ولا الى جماهيريته، ولا الى وضعه في الفريق.. لذا، فقد رحل النجعي ورحل محمد عيد ورحل عبدالغني ورحل عبدربه ورحل القاضي ورحل الهزازي ورحل غيرهم ، كان الشارع الرياضي يتساءل عن القدرة والجرأة الادارية التي تستطيع ان تتخلى عن مثل هذه الاسماء ، لم يجب الاهلاويون صراحة، لكن لسان الحال كان يقول:(نحن ادرى بفريقنا).
مضت الايام وطوت المنافسات بعضها بعضا، وبأن للجميع ان التوليفة الاهلاوية قد نضجت، وان دخولها الى المنافسة الصريحة قد حان، انتقل الاهلي من مرحلة البحث عن الذات الى البحث عن البطولات، تواصلت سياسة البناء، وسارت جنبا الى جنب مع البحث عن الانتصارات، فشاهد الجميع الاهلي بطلا على المستوى الاولمبي، وبطلا على مستوى الكبار، ومنافسا حقيقيا في كل المنافسات والاستحقاقات.
درس الأهلي يجب ان تستفيد منه جميع الاندية التي مازالت غائبة عن البطولات، والاندية التي تكاد شمسها ان تأفل بسبب بعض السياسات الادارية الخاطئة التي حولت فريقها الكروية الى خلطة عجيبة من العك الكروي.
درس الاهلي يجب ان يفهمه من يظنون ان البطولات قد تأتي بالاماني ، وان المنافسة قد تتحقق بالترشيحات او التصريحات !!
البطولات لا تأتي الا بالعمل، والتضحية ودفع مهر مناسب لها، وهو ما فعله الاهلي، وفعله قبله منافسون حقيقيون على الالقاب، فيما لا زال الامر عصيا على فرق أخرى لا تغيب عن ذي فطنة..وهي كثر.
حقق الاهلي كأس الملك وصرح مسؤولوه أن العمل قد بدأ للموسم الجديد، وبالتأكيد فإن الصفقات والتحركات التي أجراها النادي في الايام الاخيرة تشي بأن الفريق لم يكتف بما حقق، وأنه يبحث عن نقلة اخرى في الموسم المقبل، وبلاشك فإن دوري أبطال آسيا ودوري زين باتت اهم الاهداف الاهلاوية لاسيما بعد ان نضج الفريق وقوي عوده وكسب الخبرة اللازمة، وقبل ذلك كله الاستقرار الكامل على كافة الاصعدة الادارية والفنية و اللاعبين.
** من الممكن أن نقول إن المواسم المقبلة ستكون مواسم الأهلي.. مالم تتحرك البقية.