كامب ديفيد - لندن - رويترز:
أبدى زعماء العالم مساندتهم لبقاء اليونان داخل منطقة اليورو وتعهدوا بأخذ جميع الإجراءات الضرورية للتصدي للأزمة المالية وفي ذات الوقت إحياء الاقتصاد العالمي الذي يواجه تهديداً متزايداً جراء أزمة الدين في منطقة اليورو.
وأيدت قمة الدول الصناعية الثماني الكبري تأييداً قوياً السعي لموازنة برامج التقشف الأوروبية - التي تدعمها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منذ فترة طويلة - من خلال جولة جديدة من التحفيز بوصفه أمراً حيوياً لعلاج اقتصادات منطقة اليورو المعتلة.. ولكن كان من الواضح أن الانقسامات باقية.
وجاء في البيان المشترك الذي أصدره الزعماء في اجتماعهم بمنتجع كامب ديفيد الرئاسي بولاية ماريلاند أمس: «نلتزم باتخاذ كل الخطوات اللازمة وإعادة تعزيز اقتصادياتنا ومكافحة الضغوط المالية مدركين أن الإجراءات السليمة ليست واحدة بالنسبة لكل منا».
وعكست رسالة القمة التي استضافها الرئيس الأمريكي باراك أوباما القلق من اتساع نطاق عواقب أزمة منطقة اليورو التي تهدد مستقبل تكتل العملة الموحدة الذي يضم 17 دولة وقد يضر بالانتعاش الهش في الولايات المتحدة وفرص إعادة انتخابه في نوفمبر - تشرين الثاني.وتصدرت مشاكل اليونان السياسية والاقتصادية جدول أعمال القمة وأذكت المخاوف بشأن زعزعة الاستقرار في إسبانيا وإيطاليا بينما سعت مجموعة الثماني لتهدئة الأجواء.
وذكرت المجموعة في بيانها: «نؤكد حرصنا على بقاء اليونان في منطقة اليورو مع الوفاء بالتزاماتها.» وليس معتاداً أن يخص بيان المجموعة الذي يتسم عادة بالعمومية دولاً صغيرة نسبياً بالذكر ولكن شهدت الأسواق اضطراباً نتيجة مخاوف من نشوب أزمة سياسية في اليونان تقود لانسحابها من منطقة اليورو مما يكبد استقرار النظام المالي والاقتصاد العالمي خسائر غير محسوبة.
وفي تحرُّك آخر لتعزيز النمو العالمي الضعيف قال قادة المجموعة إنهم يتابعون عن كثب أسواق النفط وعلى استعداد للمطالبة بزيادة الإمدادات إذا دعت الحاجة.
وقالت المجموعة إن الانتعاش الاقتصادي العالمي يظهر علامات مبشرة ولكن «رياح معاكسة قوية مستمرة».
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ختام اجتماع قمة مجموعة الثماني «إن أزمة منطقة اليورو تهدد الاقتصاد العالمي ولكنه رحب بتركيز أوروبا الجديد على الوظائف والنمو كعلاج محتمل.. وقال للصحفيين: يجب أن يعطينا الاتجاه الذي اتخذه النقاش في الآونة الأخيرة ثقة».. يوجد الآن إجماع ناشئ بشأن ضرورة بذل المزيد لتشجيع النمو وتوفير الوظائف الآن في إطار هذه الإصلاحات المالية والهيكلية».
وعلى صعيد متصل كتب وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن في صحيفة صنداي تايمز أن الدول الأضعف في منطقة اليورو تحتاج مزيداً من الدعم من دول كبرى في منطقة العملة الموحدة لمعالجة مشاكلها.
وكتب: «على دول المنطقة إما أن تساند عملتها أو تواجه احتمال خروج اليونان (من المنطقة) بكل ما ينطوي عليه من مخاطر.. وقال إن منطقة اليورو ينبغي أن تتبنى منطق الوحدة النقدية في سبيل تكامل مالي أكبر وتقاسم الأعباء على أن تكون سندات اليورو بديلاً محتملاً».