كان نداء خادم الحرمين الشريفين للاتحاد الخليجي نقطة تحوّل كبير، على مسار الخليج ومستقبله، من جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها.. وبعد اجتماع قادة الخليج في الرياض الأسبوع الماضي وإقرار دراسة بنود الاتحاد، بدأ تحويل الأمر نحو الواقع في المستقبل القريب بإذن الله. هذه الخطوة الحثيثة جاءت كبشرى عظيمة أفرحت المجتمعات الخليجية، وهشَّت وبشَّت لها وجوه وأفئدة وعقول الخليجيين والخليجيات، لمعرفتهم بأن الوحدة الخليجية والتكتل سيدفعان نحو النهوض لمواجهة المخاطر والتحديّات في ظلِّ المتغيرات المتسارعة في العالم بأكمله في الوقت الراهن.. لأن النتيجة ستكون في النهاية (الوحدة) التي ستصبُّ حتماً في صالح الدول الخليجية ومواطنيها على أية حال. وفي المقابل رأينا بعض التصريحات الإيرانية المتخوّفة من هذا الاتحاد رغم أنه لا شأن لهم بسيادة دول الخليج وقراراتها، ولكنهم يخشون من هذا الاتحاد، لأنهم يعلمون أنه سيكون مقبرة لجميع مطامعهم الوحشية وخبث سياستهم التوسعية.. سيكون هذا الاتحاد رادعاً لها بوحدة أبناء الخليج العربي، الذين سيقفون أمام أعدائهم وقفة الجسد الواحد الذي يشدُّ بعضه بعضاً، ولذلك يخافه الكارهون لنا، ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل قتل فكرته في مهدها. لقد عجزت عمائم طهران عن إخفاء تلك المخاوف، وستسعى جاهدة بكل ما لديها من قوة ووسائل في الأيام القادمة، لخلق المشاكل والنزاعات كمحاولة أخيرة منها لتعطيل المشروع. ولكن الثقة في قدرات حكامنا تملأ قلوب أبناء الخليج، وستكون حكمتهم وبصيرتهم وتجاربهم بالمرصاد لكل عابث يسعى لشقِّ صفنا أو العبث بآمالنا، سواء كان من الإيرانيين أو من غيرهم. إن زعماء دول الخليج اليوم وشعوبهم باتوا يفهمون اللعبة الإيرانية جيداً، ولن تنطلي عليهم تحركاتها الناقمة ولا حيلها الحاقدة مهما كان مصدرها، بل سيواصلون المشروع بكل حماس وثقة وإصرار وعزيمة، وسيكون الاتحاد قائماً في القريب العاجل إن شاء الله، وسيكون قوة وواجهة للأمة العربية والإسلامية بشكل كبير بالتأكيد، لما تملكه دول الخليج من ثقل سياسي واقتصادي يجعلها في المقدمة دائماً.