|
بريدة - عبدالرحمن التويجري / تصوير - سيد خالد:
تنقل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بين أقسام جمعية حرفة، ليشاهد ويطلع على الأعمال الحرفية والأسر المنتجة لدى زيارته الجمعية في مدينة بريدة مؤخراً.
واطلع الأمير سلطان بن سلمان على عرض وثائقي تناوبت في تقديمه نوال العجاجي نائبة رئيس مجلس الإدارة وريم بن جامع مدير الجمعية في تناول سريع لمسيرة «حرفة».
ثم تجول سموه والوفد المرافق له في أقسام الجمعية المختلفة والتي توقف كثيراً لدى المنتجات الحرفية والتقى الحرفيات في مختلف الأنشطة الحرفية، حيث شاهد السف والسدو والتطريز وبعض الأعمال اليدوية التي تقوم بها حرفيات سعوديات.
وشاهد سمو رئيس هيئة السياحة أقسام الجمعية الإنتاجية والمطبخ الإنتاجي واستخدم جواله في التقاط صور متعددة لمنتجات الجمعية الحرفية والإنتاجية التي لفتت انتباهه.
واستمع لشرح مفصل من ريم بن جامع مديرة جمعية حرفة عن الأقسام والأنشطة المختلفة التي تقوم فيها الفتيات العاملات من السعوديات في الأقسام المختلفة.
ثم انتقل الأمير سلطان بن سلمان إلى جناح «حرفة كافييه» في العثيم مول ببريدة ليطلع على العمل التي تقوم به فتيات سعوديات تشرف عليهن جمعية حرفة لتقديم أطباق مختلفة ومشروبات، حيث تناول سموه وجبة خفيفة تم إعدادها في الكوفي.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في ختام جولته: أشعر بحالة من الاعتزاز، وقد يكون من الانبهار، أنا طبعاً أعرف «حرفة» وعملنا مع «حرفة» منذ بدايتها، ويقولون إننا ساعدنا «حرفة»، ونحن لم نساعد «حرفة» حقيقة، نحن استفدنا من «حرفة» أكثر من استفادتهم مننا، وتعلمنا من «حرفة» وتعلمنا من الأخوات اللواتي يعملن في «حرفة» وعلى رأسهن سمو الأخت الأميرة نورة بنت محمد.
واليوم أيضاً زيارتي لمواقع «حرفة» وانتشار أعمالها على مستويات متعددة بهذه الجودة العالية، وزيارتنا اليوم لمقهى «حرفة»، حقيقة أنا أرى حالة مختلفة تماماً عما يراه كثير من الناس، الأخت المواطنة السعودية المخلصة التي ساهمت منذ فجر البشرية وخاصة منذ فجر الإسلام في كل الأعمال الطيبة التي مرّت بالجزيرة العربية، والتي ساهمت ولا زالت كمساهم رئيس في بناء هذا البلد واستقرار هذا البلد -والحمد لله- كامرأة سواء في المنزل أو كأم أو امرأة عاملة -وبحمد الله- تعمل بكرامتها وتعمل في المواقع التي تخدم فيها وطنها، وحقيقة اليوم أنا استمتعت بهذه الزيارة وكأنني ذهبت إلى مدرسة ليوم كامل، ونحن نتطلع -إن شاء الله- مع قرار الدولة بإنشاء البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية إلى انطلاق هذا البرنامج بقوّة، مستندين إلى تجارب مثل «حرفة» وغيرها من المؤسسات المميزة في المملكة، وهي تسعى في ذلك ليكون موضوع الحرف والصناعات التقليدية واليدوية برنامجاً وطنياً بكل ما يتعلق ويستحق معناه من كلمة، ومردود اقتصادي كبير، وهو الآن معمم على جميع أنحاء المملكة لكن البرنامج الوطني يُمثل مظلة جديدة سوف توسع نشاط الحرف والصناعات التقليدية ليكون صناعة اقتصادية متكاملة مع كل القطاعات التي تُبنى، وبعضها يبدأ من جديد، قطاعات التسويق والتوزيع المواد الأولية والتدريب، وأن يدخل أيضاً في مجال الصناعات الحرفية ليس فقط الأسر المنتجة، لكن أيضاً المصانع التي تتخصص في توظيف المواطنين والمواطنات في الصناعات الحرفية المتميزة، ونبدأ في مجال التصدير. نحن نريد -إن شاء الله- خلال السنوات الخمس القادمة أن نرى تقريباً في كل بيت وفي كل مكان حرفة مصنوعة في المملكة العربية السعودية.
وبين الأمير سلطان بن سلمان أن «حرفة» لم تكن فقط بعد أعلامياً كما يتحدث البعض ولكنها عمل مؤسسي انطلق برؤية واضحة عملت عليه الأميرة نورة مع زميلاتها في الجمعية لتحقيق هدف ورؤية محددة.
وأشار أنه كمعاصر لـ»حرفة» في عمرها القصير، لكن حقيقة زيارتي اليوم واجتماعاتي مع «حرفة» ورؤيتي لمنتجاتها هي قناعة كبيرة جداً بأن «حرفة» حصلت على أقل مما تستحق إعلامياً، لأنه حقيقة هذه البرامج تبدأ من الصفر وتبدأ بتفاصيل دقيقة جداً وبناء أشياء من الصفر، وتجميع عدد من المسارات المنتظمة والمنظمة، وهي عملية شاقة، والأخوات اليوم يقمن بهذا العمل بروح وطنية عالية، وأنا أثني على كلام معالي وزير العمل لكن نحن نرى الآن -إن شاء الله- بالشراكة مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومؤسسات الدولة الأخرى التي يضمها برنامج الحرف الجديد، أن نعمل على انطلاق برنامج الحرف الوطنية على مجال أوسع، وأنا بلغت الأخوات اليوم أنني أتوقع أن «حرفة» تدخل في مجال إنشاء شركة مستقلة ليس فقط لتسويق منتجاتها لكن لدخول منتجات جديدة وعناصر جديدة والتي أيضاً تجذب المواطن والأسرة للتراث الوطني.
وبين الأمير سلطان بن سلمان أن حرفة ستكون في مقدمة برنامج الحرف والصناعات اليدوية الذي أقر مؤخراً، ونحن بدأنا بداياتنا على استحياء، لكن بعدما أقرّ الآن البرنامج الوطني سوف ترون -إن شاء الله- بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ورغبته بأن يكون التوسع في مجال الحرف والصناعات التقليدية حتى نحافظ على حرفنا وحتى تكون مصدر رزق واعتزاز ومصدر جمال.
وأضاف أنه استمتع بالمأكولات والأشياء التي قدمتها الأخوات والمنتجات التي قدمت من «حرفة كافييه» وقال: أعتقد أن سوقها سيكون كبيراً ومنافساً ليس على مستوى المملكة فقط ولكن على مستوى الخارج أيضاً.