أخطأ حمزة كاشغري بتطاوله على مقام الرسول صلى الله عليه وسلم فاستنكر العقلاء فعله وطالبوا بمحاكمته ومعاقبته ليكون عبرة، بينما انصرف الغوغائيون إلى النبش في تاريخ العائلة وأصلها وفصلها ونسج قصص وحكايات خيالية وتم تحويل خطأ فردي لينسب لعائلة كاملة، وفي حادثة مشابهة مع اختلاف المضمون نسب قبل أيام إلى الكاتبة حصة آل الشيخ تغريدات تمس الذات الإلهية المنزهة عن النقائص والعيوب أو التشبيه بأحد من البشر، ورغم أن الكاتبة قد نفت أن يكون لها أية علاقة بالحساب أو التغريدات إلا أن هناك من أصر على أنها صاحبة الحساب والتغريدات ولا بد من محاكمتها ومعاقبتها أسوة بغيرها وتحقيقاً للعدالة بين الجميع. طلب التحقيق هنا منطقي لتتضح الأمور أمام الجميع فإما أن تثبت براءتها أو تدفع ثمن تهورها إن كان هناك ثمة اندفاع غير محسوب أقدمت عليه، وفي كل الأحوال فإن هذا الفعل تصرف فردي ينسب لمن قام به ويترك أمر المقاضاة والمعاقبة للجهات ذات الاختصاص، فإن كان مسيئاً فسينال عقابه الرادع لأننا في دولة إسلامية تحكّم شرع الله على الجميع لا فرق، وأجهزة التحقيق متطورة ويمكن الكشف بسهولة عن صاحب الحساب الحقيقي بواسطة المختصين التقنيين، وهنا لا أدافع عن المخطئ ولا يمكن أن أقف بجانبه لكن ما حدث أن هواة الصيد في الماء العكر ونشر الفضائح فرحوا بهذه الفرصة الذهبية وراحوا يؤلّبون ويحرضون وينبشون في الماضي ويقلبون الصفحات العتيقة، ثم مضوا يسبون ويشتمون ويسفهون على المواقع الإلكترونية وبأسماء مستعارة في عالم افتراضي لا تتبين ملامحه فأنت في مواجهة أصدقاء وزملاء غير معروفين ومقابلهم أعداء وكارهون مجهولون تداولاتك ومحادثاتك معهم لا تضبطها قيم ولا معايير أخلاقية لذلك يتواجد فيه آلاف الجبناء يغيِّرون أسماءهم في كل موقع ويفرغون كل عقدهم وأمراضهم في انتهاك أعراض خلق الله. ينمقون عباراتهم ويزخرفونها ليبدو لمن يقرأها أنه أمام أصحاب رأي قوي وجريء وهم أجهل الناس، وإذا كنت شخصية معروفة وتتعامل باسمك الحقيقي فستعرض نفسك لمن يريد تصفية حساباته حتى ولو كانت هذه الحسابات لا توجد إلا في خياله.
كان بإمكان هؤلاء الاتجاه لأسلوب أكثر حضارية بالإنكار على الكاتبة واستهجان تصرفها إن كانت فعلاً ارتكبت هذا الفعل المسيء، والمطالبة بالتحقيق معها أملاً في الوصول للحقيقة المجردة والتأكيد على معاقبتها بالعقوبات التي ينص عليها الشرع المطهر في حال ثبوت ما نسب إليها، لكن هؤلاء لم ينتهجوا الأسلوب المثالي فأوغلوا في الأمر بخشونة وقسوة وكالوا من الشتائم ما لا يحتمل، وأساءوا الظن وبما لا يقره الدين الإسلامي الحنيف، وليتهم توقفوا عند هذا الحد كي يفسر سلوكهم بأنه نابع من الحمية للدين وعدم الرضا بالمساس بالذات الإلهية لكنهم تعدوا حدودهم بإطلاق تغريدات مسيئة لأسرة آل الشيخ، وهي من أسر هذا الوطن الغالي خرّجت أجيالاً من العلماء والمشايخ والمثقفين حالها حال كل أسر هذه البلاد المباركة، وخطأ فردي ينسب لصاحبه، مع أنه لم يثبت بعد، فما علاقة الأسرة أو العائلة به ولنا في التاريخ شواهد بشذوذ أفراد من أكثر الأسر التزاماً ومحافظة، حدث فردي يكشف العنصرية فينسب للمنطقة بأكملها أو للعائلة رغم أن ما حدث يخص فرداً بعينه {َلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ولا علاقة للعائلة به..
shlash2010@hotmail.comتويتر abdulrahman_15