بمناسبة الذكــرى السابعة لتولي سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم والتي تصادف اليوم الخميس تعجز الكلمات ويحتار القلم لتبقى كلمات القادة والتعبيرات التي ينطوي عليها خطابهم - أهم ما يلفت الباحثين والمؤرخين، إذ تعكس هذه الكلمات في الغالب الأعم نموذج العلاقة التي تربط الحاكم في أي مجتمع بشعبه وتبقى مثلاً ودليلاً على نظرة الحاكم إلى المحكومين، وتعاطيه مع شؤونهم وشؤون الوطن الذي يتولى مسؤوليته.
بل وتبقى دليلاً على انتماء الحاكم إلى المواطنين الذين جاء من بين صفوفهم، ليتولى المسؤولية عنهم، متحملاً الأمانة في رعاية مصالحهم أمام الله وضميره الإنساني الحي، وهنا لا بد أن نتوقف بعناية خاصة وتدقيق وحرص أمام خطاب سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فقد أعلنها يوما ولا تزال باقية في الأسماع والأذهان. إنني من مكاني هذا أعدكم بأن أسعى لخدمتم في كل أمر فيه صلاح ديننا ودنيانا، الحاكم إنسان وبشر، والحكم خدمة يسعى من خلالها الحاكم إلى ما فيه الإصلاح والفلاح للدين والدنيا. إنه الحاكم في خطاب المليك قائلاً: (إنني حملت أمانتي التاريخية تجاهكم، واضعاً نصب عيني همومكم وتطلعاتكم وآمالكم، فعزمت متوكلا على الله، في كل أمر فيه مصلحة ديني ثم وطني وأهلي، مجتهداً في كل ما من شأنه خدمتكم). هذه هي صورة الحكم في عين القائد الرمز، وهكذا يرى عبدالله بن عبدالعزيز في الحكم وسيلة لخدمة الوطن وأبنائه ثم يتواضع المليك تواضع القادة التاريخيين العظام النادرين والمعدودين في مسيرة التاريخ، في إيمان الواثق بالله، الملتمس عونه وتأييده قائلاً: (فإن أصبت فمن الله وتوفيقه وسداده، وإن أخطأت فمن نفسي، وشفيعي أمام الخالق، جل جلاله ثم أمامكم اجتهاد المحب لأهله الحريص عليهم أكثر من حرصه على نفسه).
إنه القائد المحب لأهله، في أبلغ تعبير عن علاقته بمواطنيه وأبناء شعبه، وهكذا يختصر المليك العلاقة التي يحتفل كافة أبناء هذا الوطن بإتمامها لعامها السابع.. في كلمتين: الانتماء للأهل، وهكذا يرى القائد - حفظه الله - أبناء هذا الوطن كلهم أهله، وذلك من أسرار التواصل بين قائد هذا الوطن وأبناء هذا المجتمع السعودي، وتفسير ما يحس به الناس ويشعرون به في كل شبر على أرض هذا الوطن، ولعل هذا سر تفاعلهم مع هذا القائد الفريد، فجاءت مشاعرهم ورود أفعالهم تجاه كل قرار يصدره، تلقائية وسريعة وعفوية، تعكس حبهم وتقديرهم وامتنانهم لما يقوم به الملك من أجل إسعادهم ورفاهيتهم ورخائهم. ينظر عبدالله بن عبدالعزيز إلى جميع أبناء الوطن، في كافة المناطق والمدن، وإلى الجميع بكافة فئاتهم وشرائحهم الاجتماعية، لا فضل ولا تمييز ولا تفرقة، الجميع سواسية وشركاء الوطن وشركاء في ثرواته ومكاسبه.
سبع سنوات من الحب والوفاء منه حفظه الله لهذا الشعب الكريم الذي بادله الحب والعطاء، سبع سنوات ليست زمناً في عمر الشعوب ولكن خادم الحرمين الشريفين جعل منها رقماً صعباً في الإنجازات والرقي بهذه المملكة الغالية، نظرته للحرمين الشريفين هي الهاجس الأول أمر بتوسعة لن يضاهيها أي توسعة. إحدى وعشرون جامعة شاهدة على عصر العلم والنهضة (منها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية منار علم يزار من جميع بقاع العالم مهبط للعلماء والباحثين، ومشروع تطوير التعليم من أجل بناء جيل يتسلح بالعلم والمعرفة ليساهم في بناء هذا الوطن الغالي) وكان مشروع الابتعاث لخادم الحرمين هو نقطة الانطلاق إلى العالم الأول كذلك علماؤنا من الأطباء والمهندسين والمخترعين حازوا على الجوائز العالمية في مجال تخصصاتهم في الطب والهندسة، وكانت صحة المواطن هاجسه الأول إذ أمر بإنشاء خمس مدن طبية في مناطق المملكة (في سعة سريرية 6200 سرير و2750 مركز صحي على مستوى المدن والقرى والهجر)، كما أمر حفظه الله بإنشاء شبكة من القطارات السريعة ومنها قطار الحرمين الشريفين وقطار المشاعر، وبقية العلوم لم ينس حفظه الله أبناءه وبناته الذين لا يزالون يبحثون عن فرص العمل في دعمهم وتحفيزهم بنظام حافز عسى أن يكون لهم عوناً في تكاليف الحياة وغيره الكثير.
إنها (التنمية المتوازنة) التي تتوزع ثمارها بالعدل بين كافة المناطق، وتتوزع بين المناطق على أسس ومعايير المواطنة فالكل سوءا في برنامج العمل الوطني، وفي برامج الإصلاح والتنمية التي يقودها سيدي خادم الحرمين الشريفين بمعاونة صادقة وأمينة من أخيه سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز.
حفظ الله قادتنا.. وأن يديم علينا جميعاً نعمة الأمن والأمان لهذا الوطن الغالي.
رئيس الاستخبارات العامة