حصلت جامعة (سانت ماري) بولاية ميريلاند الأمريكية على ترخيص بتعليم طلابها (احتساء الكحول بمسؤولية) في إحدى الغرف بمبنى الجامعة؟!
طبعاً قد يبدو الأمر (غريباً)، إلا أن مدير الجامعة ومربو الأجيال جوزف أورغو (الله يمسيه بالخير) قال لصحيفة (واشنطن بوست) يوم أمس: ما ينفعش أن ننهاهم بشكل قاطع وحاد وهذه الأمور متوفرة بالخارج، بل يجب أن نتكلم معهم حول الموضوع ونتعامل معهم (كراشدين) حتى لا يدمنوا أو ينخرطوا في شرب الكحول بشكل خاطئ.. أنعم وأكرم، تربية (آخر موديل) يا سي أورغو..؟!
الشاب البولندي (زبيغنف) كاد أن يزيغ عقله عندما بحث عن سيارته التي تركها أمام باب منزله، ليجدها معلقة فوق شجرة (صفصاف)، الأمر ليس سوى (درس تربوي) من الطراز الجديد أيضاً، قدمه له جيرانه الذين تضايقوا من طريقته الفظة في التعامل معهم وإزعاجهم بالقيادة المتهورة داخل الحي.. فقرروا استئجار رافعة (لوضع السيارة فوق الشجرة) تربية جيدة
و (بالرافعات) هذه المرة؟!
الأسبوع الماضي أمرت محكمة (بولاية ميتشيغن) ملكة جمال الولايات المتحدة السابقة (ريما فقيه)، بغسل الصحون في مطاعم الفقراء والخدمة الاجتماعية في المستشفيات والمدارس التي قد تصل لحد الكنس والغسيل و(لملمة النفايات) عند الحاجة.. (كأسلوب تربوي) حثيث، وعقاب لها بسبب قيادتها للسيارة بسرعة وتحت تأثير الكحول؟!
أما لدينا في (السعودية) فقد سعدنا (بأحكام تربوية) جميلة كعقوبة قضى بها بعض (القضاة وفقهم الله) نتمنى أن نشاهد ونسمع المزيد منها، مثلاً قاض يحكم على (متعاطي مخدرات) بحفظ القرآن الكريم بدلاً من السجن حتى يصلح حاله، صبي سارق عوقب (بكتابة بحث) عن السرقة وأسبابها وآثارها على المجتمع..!
إن مثل هذه (الأحكام التربوية) ذات الطابع التأديبي في غير (الجرائم الكبيرة) التي تستوجب الحدود ولغير أرباب السوابق أعتقد أن لها وقعاً كبيراً في نفوس المخالفين خصوصاً (صغار السن)، فمرتكب الغزل ومعاكس النساء عندما حكم عليه (الشيخ) بالمشاركة في تغسيل ودفن (5 جنائز) أظنه استوعب الدرس جيداً ولن يفكر في معاكسة النساء مجدداً..!
إن (الأحكام التأديبية) أو التربوية ضرورة لجعل الابن (العاق بوالديه) أكثر قرباً منهما دون سجنه أو عقابه.
ألا تعتقدون أننا في حاجة ماسة لوضع آلية لاعتمادها وتطبيقها بشكل أكبر في محاكمنا..؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net