الجزيرة - عوض القحطاني:
سجَّلت قضية الطالب السعودي المعتقل في أمريكا خالد الدوسري تطوراً مهماً، تمثَّل في موافقة القاضي سام كمينغز الذي ينظر في القضية على التنحي بعد نجاح فريق الدفاع في الحصول على وثائق تُبين أنه تحدث بصورة سلبية عن الإسلام أثناء تقديمه دروسه في الكنيسة التي يرتادها، وأن 6 خبراء في الإرهاب والمتفجرات وعن الإسلام والثقافات رفعوا تقارير تدعم موقف الدوسري في القضية بعد أن عيّنتهم وزارة الخارجية السعودية.
وقال المستشار القانوني خالد الثبيتي رئيس الفريق القانوني المكلف بالدفاع عن الدوسري، إن القاضي سام كمينغز كُلف بقضية الطالب السعودي الدوسري الذي أوقف في 28 شباط - فبراير 2011م بتهمة الإعداد لاستخدام سلاح للدمار الشامل، وافق على التنحي بالنظر إلى وجود علاقة وطيدة وقوية مع المدعين العامين الذين يمثلون الحكومة الأمريكية في هذه القضية.
وكان الفريق القانوني قد تقدم بعريضة للقاضي تتضمن الاعتراض على أهليته للفصل في الدعوى، وتم عقد اجتماع مع المدعي العام والقاضي كمينغز، وأثار الفريق ما يساوره من موقف القاضي من الدين الإسلامي، وتم ذلك بمهنية عالية ودقيقة.
وكان القاضي كمينغز الذي كان متفهماً وافقَ على تقديم محتوى محاضراته ودروسه للاطلاع عليها، وقال القاضي خلال الاجتماع: (في حال لو كان هناك قلق، وهو لا يعتقد بأنه متحيّز في القضية، سينظر في طلب الاعتراض عليه للحكم في الدعوى).
وقال الثبيتي إنه نظراً لمحتوى هذه الدروس اتفق الفريق القانوني مع القاضي كمينغز، على تنحية الأخير الذي أوصى بإعادة تكليف أحد القضاة في دالاس في ولاية تكساس الأمريكية.. وذكر الثبيتي أن المحاكمة ستكون أفضل بكثير من المحكمة في القرية الصغيرة التي كان يسكنها المعتقل خالد الدوسري، وأن أعداد المرشحين في مدينة دالاس للقيام بدور المحلفين أكبر وأفضل بكثير.. كما أن قضية الطالب الدوسري ستخرج من اختصاص المدعين العامين في المكان الأصلي للقضية، ويُعد هذا الإنجاز التكتيكي عاملاً مهماً في القضية التي قد تساعد في عدم صدور حكم بالسجن المؤبد ضد خالد الدوسري.
وعيّنت وزارة الخارجية السعودية خبراء في هذه القضية يعملون في مجالات الإرهاب والمتفجرات والطب النفسي والحاسب الآلي والأدلة الجنائية والكيماوية والإسلام والثقافات والعادات، حيث رفعوا في وقت سابق تقارير تفصيلية فيما يتعلق بموقف الطالب الدوسري، من أجل دعم موقفه قانونياً أمام المحكمة.
وشدد المحامي الثبيتي على حرص وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل على تعيين فريق المحامين للدفاع عن الطلبة السعوديين في الخارج، لحفظ حقوقهم، فيما تحظى هذه القضية بمتابعة دقيقة من مساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود بن خالد، الذي اهتم بتكوين فريق من المحامين الأمريكيين للدفاع عن الطالب خالد الدوسري، لضمان حصوله على محاكمة عادلة في ظروف تسمح له لبيان حيثيات القضية بعيداً عن أي ضغوط أخرى، قد تُؤثر على مسار القضية.