|
قال معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن تعاظم التحديات السياسية والأمنية والعسكرية، على المستويين الإقليمي والدولي، وحالة عدم الاستقرار التي تسود المنطقة العربية، إضافة إلى التغيرات الجارية في موازين القوى، الإقليمية والدولية، يجعلنا ننظر في تطوير تجربة مجلس التعاون أمراً موضوعياً ومهماً.
وأَشار معاليه إلى أن هذه التطورات والتغيرات عملت على إعادة صياغة أولويات المجلس وأهدافه الإستراتيجية لتتماشى مع المتغيرات والأحداث التي نشهدها اليوم، مؤكداَ أن أمن المواطن الخليجي والازدهار، في مقدمة الأولويات.
وقال معاليه « يأتي في هذه الأولويات، والأهداف الإستراتيجية تحصيناً لدول المجلس وحمايتها من كافة التهـديدات الداخلية والخارجـية، بما في ذلك العدوان الخارجي الأجنبي، والإرهاب والجريمة المنظمة، والأنشطة الإجرامية العابرة للحدود الوطنية «، مؤكداً أن الأمن الخليجي الذي نكتسب من خلاله القوة لا يأتى للدول التي تعمل بمفردها.
وأضاف معالي الأمين: إن ما يأتي في ثاني أولويات المجلس المحافظة على اقتصاد قوي ومتنام لدول المجلس، في مجالات الصناعات والتجارة والتمويل، وقد قطعت سوقنا المشتركة شوطاً طويلاً نحو تحقيق المواطنة الاقتصادية الخليجية، وذلك بأن يلقى المواطن الخليجي المعاملة نفسها في كل دولة من دول المجلس، كما يتم العمل على تنفيذ مشاريع إستراتيجية مشتركة يأتي على رأسها إنشاء خط سكك حديدية عابرة لدول المجلس، وربط وحدات وأنظمة الكهرباء وغيرها من المشروعات التي ستجعل مجلس التعاون أكثر ترابطاً وتكاملاً في كافة المجالات الاقتصادية. وقال معاليه « ويأتي ثالثاً تحقيق مستويات عالية من التنمية البشرية، فدول مجلس التعاون، كمعظم دول العالم، تمتلك شرائح سكانية شابة يأتي تعليمها وتدريبها وتوظيفها على رأس أولوياتنا، أما رابعاً فهو تمكين دول مجلس التعاون من التعامل مع الأزمات والكوارث بكافة أنواعها والتعافي منها، وهذا يتضمّن جميع المخاطر بما فيها تلك التي قد تتعرض لها البيئة، وقد تم إقرار إنشاء مركز خليجي لإدارة الطوارئ لتنسيق ودعم الجهود المبذولة في هذا الشأن.
وتابع معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية « وفي خامس الأولويات يأتي تعزيز المكانة الدولية لمجلس التعاون للقيام بدور بنّاء وفاعل في حل القضايا الإقليمية والدولية، وذلك من منطلق المسئولية التي يضطلع بها المجلس تجاه شعوبه وأمته، والعالم الذي هو جزء منه، وأكد معاليه أنه ينبغي النظر إلى موضوع انتقال دول المجلس من التعاون إلى الاتحاد، من خلال المتغيرات والمستجدات والأحداث التي شهدتها وتشهدها المنطقة والعالم في الآونة الأخيرة.