الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، الموضوع الأبرز الذي سيستكمل قادة دول الخليج العربي مناقشته في القمة التشاورية الرابعة عشرة التي ستبدأ اليوم في الرياض، فهذا البند يعدُه أهل الخليج بأنه ذو علاقة مباشرة بمستقبل بلدانهم وشعوبهم في ظل التهديدات والتحديات التي لم تعدُ خافية وخاصة في إيران التي لا ينفك مسؤولوها في توجيه التهديدات والتصريحات التي تنم عن استعلاء واستكبار يعبر عن تضخم في الذات العنصرية لم يعد مقبولاً تداول مفرداتها، ومسؤولو النظام الفارسي -مع عدم قدرتهم- يحاولون إخفاء توجههم العنصري الفارسي بدعواتهم الطائفية المقيتة والأطماع العنصرية الموجهة نحو العرب جميعاً وبالذات نحو دول الخليج العربي التي يعتقد النظام الفارسي في إيران بأنها «لقمة سائغة» يمكن ابتلاعها نتيجة تفرق دولها؛ ولهذا فإن استهداف ملالي طهران لدول الخليج العربي يأخذ أسلوب الاختيار والتركيز على دولة معينة ثم القفز إلى دولة أخرى، ويلاحظ في هذا السياق أن الاستهداف موجه نحو مملكة البحرين التي يريد النظام الفارسي إلحاقها بإمارة الأحواز التي اغتصبها نظام شاه والد شاه السابق، وهما في التوجه لا يختلفان في الأطماع، يريدان ضم مملكة البحرين لإمبراطورية الفرس التي يسعون لإقامتها، كما يتوسعون في الأراضي العربية في الخليج العربي وهو ما يفسر إصرارهم على مواصلة احتلالهم لجزر الإمارات العربية الثلاث وتكديس الأسلحة على أراضيها رغم أن القانون الدولي يمنع وضع أسلحة وقوات مسلحة على أراض متنازع عليها.

ولهذا فإن من أبجديات الدفاع عن النفس وتحصين أمن دول الخليج العربي الإعداد ومواجهة نزعات العدوان والتهديدات حيث سيحقق التحول من مرحلة التعاون إلى الاتحاد في مجال الدفاع تحقيق الأمن الجماعي لدول المجلس عبر فرض احترام مصالحها عند صياغة أي ترتيبات أمنية جديدة في المنطقة مع الأطراف الإقليمية والدولية ويشكل ضمانة رئيسية لأمن دول الخليج العربي كبديل عن السياسات الدفاعية المرتكزة على التحالفات الثنائية أو الوقتية المبنية على مصالح عابرة إذ تظل تلك التحالفات مرتبطة بهذه المصالح التي بطبيعتها متغيرة.